[سجود القلب]
و كم من ولي لله كبير الشأن طويل العمر مات و ما حصل له سجود القلب و لا علم إن للقلب سجودا أصلا مع تحققه بالولاية و رسوخ قدمه فيها فإن سجود القلب إذا حصل لا يرفع أبدا رأسه من سجدته فهو ثباته على تلك القدم الواحدة التي تتفرع منها أقدام كثيرة و هو ثابت عليها فأكثر الأولياء يرون تقليب القلب من حال إلى حال و لهذا سمي قلبا و صاحب هذا المقام و إن تقلبت أحواله فمن عين واحدة هو عليها ثابت يعبر عنها بسجود القلب و لهذا لما دخل سهل بن عبد اللّٰه عبادان على الشيخ قال له أ يسجد القلب قال الشيخ إلى الأبد فلزم سهل خدمته
[اللّٰه يؤتى ما شاء من علمه من شاء من عباده]
فالله تعالى يؤتي ما شاء من علمه من شاء من عباده كما قال ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ﴾ [غافر:15] فكل أمر منه إلى خلقه سبحانه من مقامات القربة في ملك و رسول و نبي و ولي و مؤمن و سعادة بمجرد توحيد و من يبعث أمة وحده إنما هو من عناية اللّٰه به و منته عليه فإن توفيق اللّٰه للعبد في اكتساب ما قد قضى باكتسابه منة اللّٰه بذلك على عبده و اختصاص و كم من ولي قد تعرض لنيل أمر من ذلك و لم تسبق له عناية من اللّٰه في تحصيله فحيل بينه و بين حصوله مع التعمل فأهل القرآن هم أهل اللّٰه فلم يجعل لهم صفة سوى عينه سبحانه و لا مقام أشرف ممن كان عين الحق صفته على علم منه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية