و هذا أمر و ليس بتكليف كذلك إذا أمروا بالسجود إنما هو للتمييز و الفرقان بين من سجد لله خالصا و سجد اتقاء و رياء و سمعة لاجتماعهم في السجود لله فلذلك وقع الشبه لأنهم ما سجدوا ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [الأعراف:29] كما أمروا فميز اللّٰه يوم القيامة بينهما كما ميز بين المجرمين قال تعالى ﴿وَ امْتٰازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [يس:59]
(حديث ثان في الحث على المتابعة بين الحج و العمرة)
لأن كل واحد منهما قصد زيارة بيت اللّٰه العتيق «خرج النسائي عن عبد اللّٰه هو ابن مسعود قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم تابعوا بين الحج و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد و الذهب و الفضة» و ليس للحج المبرور ثواب دون الجنة فجعل في الأول العمرة إلى العمرة و كذلك الحج و البر و هنا جعل الحج و العمرة مقدمتين ليكون منهما أجر آخر ليس ما أعطاه الحديث الأول و هو نفي الفقر فيحال بينك و بين عبوديتك إذا جمعت بين هاتين العبادتين
[العبد لا يتميز عن الرب إلا بالافتقار]
و ما ثم إلا عبد و رب و العبد لا يتميز عن الرب إلا بالافتقار فإذا أذهب اللّٰه بفقره كساه حلة الصفة الربانية فأعطاه أن يقول للشيء إذا أراده ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية