﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] الذي سلب عن المشركين و في هذه السورة الجساسة و أما الطبقة الخامسة و هي عين صفاء الخلاصة فذلك حرف الباء فإنه الحرف المقدم لأنه أول البسملة في كل سورة و السورة التي لم يكن فيها بسملة ابتدئت بالباء فقال تعالى ﴿بَرٰاءَةٌ﴾ [التوبة:1] قال لنا بعض الاسرائيليين من أحبارهم ما لكم في التوحيد حظ لأن سور كتابكم بالباء فأجبته و لا أنتم فإن أول التوراة باء فأفحم و لا يتمكن إلا هذا فإن الألف لا يبتدئ بها أصلا فما وقع من هذه الحروف في مبادي السور قلنا فيه له بداية الطريق و ما وقع آخرا قلنا له غاية الطريق و إن كان من العامة قلنا له وسط الطريق لأن القرآن هو الصراط المستقيم
[مراتب الحروف و حركاتها و حقائقها]
و أما قولنا مرتبته الثانية حتى إلى السابعة فنريد بذلك بسائط هذه الحروف المشتركة في الأعداد فالنون بسائطه اثنان في الألوهية و الميم بسائطه ثلاثة في الإنسان و الجيم و الواو و الكاف و القاف بسائطه أربعة في الجن و الذال و الزاي و الصاد و العين و الضاد و السين و الذال و الغين و الشين بسائطه خمسة في البهائم و الألف و الهاء و اللام بسائطه ستة في النبات و الباء و الحاء و الطاء و الياء و الفاء و الراء و التاء و الثاء و الخاء و الظاء بسائطه سبعة في الجماد و أما قولنا حركته معوجة أو مستقيمة أو منكوسة أو ممتزجة أو أفقية فأريد بالمستقيمة كل حرف حرك الهمة إلى جانب الحق خاصة من جهة السلب إن كنت عالما و من جهة ما يشهد إن كنت مشاهدا و المنكوسة كل حرف حرك الهمة إلى الكون و أسراره و المعوجة و هي الأفقية كل حرف حرك الهمة إلى تعلق المكون بالمكون و الممتزجة كل حرف حرك الهمة إلى معرفة أمرين مما ذكرت لك فصاعدا و تظهر في الرقم في الألف و الميم المعرق و الحاء و النون و ما أشبه هؤلاء و أما قولنا له الأعراف و الخلق و الأحوال و الكرامات أو الحقائق و المقامات و المنازلات فاعلموا أن الشيء لا يعرف إلا بوجهه أي بحقيقته فكل ما لا يعرف الشيء إلا به فذلك وجهه فنقط الحرف وجهه الذي يعرف به و النقط على قسمين نقط فوق الحرف و نقط تحته فإذا لم يكن للشيء ما يعرف به عرف بنفسه مشاهدة و بضده نقلا و هي الحروف اليابسة فإذا دار الفلك أي فلك المعارف حدثت عنه الحروف المنقوطة من فوق و إذا دار فلك الأعمال حدثت عنه الحروف المنقوطة من أسفل و إذا دار فلك المشاهدة حدثت عنه الحروف اليابسة غير المنقوطة ففلك المعارف يعطي الخلق و الأحوال و الكرامات و فلك الأعمال يعطي الحقائق و المقامات و المنازلات و فلك المشاهدة يعطي البراءة من هذا كله قيل لأبي يزيد كيف أصبحت قال لا صباح لي و لا مساء إنما الصباح و المساء لمن تقيد بالصفة و أنا لا صفة لي و هذا مقام الأعراف و أما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد و الممتزج الموجود عن عنصرين فصاعدا و أما قولنا كامل أو ناقص فالكامل هو الحرف الذي وجد عن تمام دورة فلكه و الناقص الذي وجد عن بعض دورة فلكه و طرأت على الفلك علة أوقفته فنقص عما كان يعطيه كمال دورته كالدودة في عالم الحيوان التي ما عندها سوى حاسة اللمس فغذاؤها من لمسها كالواو مع القاف و الزاي مع النون و أما قولنا يرفع من اتصل به نريد كل حرف إذا وقفت على سره و رزقت التحقق به و الاتحاد تميزت في العالم العلوي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية