﴿فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4] و هذا هو وحي الفرقان و هو الوجه الآخر من الوجهين و سيأتي الكلام على ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] في بابه الذي أفردت له في هذا الكتاب و اعلموا أن بسملة سورة براءة هي التي في النمل فإن الحق تعالى إذا وهب شيئا لم يرجع فيه و لا يرده إلى العدم فلما خرجت رحمة براءة و هي البسملة حكم التبري من أهلها برفع الرحمة عنهم فوقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت رحمتها بإيمانها بنبيها فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان عليه السّلام و هي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عرفت قدر سليمان و آمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظا و هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية