[لا أجهل ممن قال:لا يصدر عن الواحد إلا واحد]
فلا أدري في العالم أجهل ممن قال لا يصدر عن الواحد إلا واحد مع قول صاحب هذا القول بالعلية و معقولية كون الشيء علة لشيء خلاف معقولية شيئيته و النسب من جملة وجوه الجمع فما أبعد صاحب هذا القول من الحقائق و من معرفة من له الأسماء الحسنى أ لا ترى أهل الشرائع و هم أهل الحق يقولون بنسبة الألوهة لهذا الموجد للممكن المألوه و معقول الألوهة ما هو معقول الذات فالأحدية معقولة لا تتمكن العبارة عنها إلا بمجموع مع كون العقل يعقلها و هي أحدية المجموع و آحاده
[التجلي الإلهي لا يصح في الأحدية أصلا]
أ لا ترى أن التجلي الإلهي لا يصح في الأحدية أصلا و ما ثم غير الأحدية و ما يتعقل أثر عن واحد لا جمعية له فيا ليت شعري كيف جهلت العقول ما هو أظهر من الشمس فيقول ما صدر عن الواحد إلا واحد و يقول إن الحق واحد من جميع الوجوه و هو يعلم أن النسب من بعض الوجوه و إن الصفات في مذهب الآخر من بعض الوجوه فأين الواحد من جميع الوجوه
[أحدية الألوهية و أحدية المجموع]
فلا أعلم من اللّٰه بالله حيث لم يفرض الوحدة إلا أحدية المجموع و هي أحدية الألوهة له تعالى فقال ﴿هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهٰادَةِ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاٰمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّٰارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحٰانَ اللّٰهِ عَمّٰا يُشْرِكُونَ هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ و هي تسعة و تسعون اسما مائة إلا واحدا و كل اسم واحد مدلوله ليس مدلول عين الاسم الآخر و إن كان المسمى بالكل واحدا فما عرف اللّٰه إلا اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية