(وصل في فصل لباس المحرم الخفين)
فمن قائل و هو الأكثر إن المحرم يلبس الخفين إذا لم يجد النعلين و ليقطعهما أسفل من الكعبين و من قائل يلبسهما و لا يقطعهما و علل عطاء قطعهما بأنه فساد و اللّٰه لا يحب الفساد و مطلق حديث ابن عباس إن الخفين لمن لم يجد النعلين عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يذكر قطعهما و به قال أحمد و عطاء
[مراعاة التنزيه و مراعاة ظهور ما أظهره الحق]
القدم صفة إلهية وصف الحق بها نفسه و ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فمن راعى التنزيه و أدركته الغيرة على الحق في نزوله لما هو من وصف العبد المخلوق قال بلباس الخف غير المقطوع لأنه أعظم في الستر و من راعى ظهور ما أظهره الحق لكون الحق أعرف بنفسه من عبده به و نزه نفسه في مقام آخر لم يرد أن يتحكم على الحق بعقله و قال الرجوع إليه أولى من الغيرة عليه فإن الحقيقة تعطي أن يغار له لا عليه شرعا و ما شرع لباس الخفين إلا لمن لا يجد النعلين و النعل واق غير ساتر فقال بقطع الخفين و هو أولى
(وصل في فصل من لبسهما مقطوعتين مع وجود النعلين)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية