فهذا اعتبار الستة الأيام من الوجه الصحيح و إنما حذف الهاء الشارع إن صحت الرواية لاعتبار الليالي لأنها دلائل الغيب بخلاف النهار و الغيب مما انفرد به الحق فلا يطلع ﴿عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّٰ مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ﴾ و كذلك علم الحكمة في الأشياء لا يكون علما إلا لأهل اللّٰه و أما أهل الفكر و القياس فإنهم يصادفون الحكمة بحكم الاتفاق فلا يكون علما عندهم و عند أهل العلم بالله يعلمون أن ذلك هو المراد بذلك الأمر فيكون علما لهم بذلك الاعتبار فيقصدونه لا بحكم الاتفاق فإن بعض الناس إذا رأى كرم أهل اللّٰه في مثل هذا يقولون باحتماله لا يقطعون به حملا على نفوسهم و رتبتهم في العلم و هو قول اللّٰه تعالى في حق من هذه حالته ﴿ذٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾ [ النجم:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية