﴿شَهْرُ رَمَضٰانَ﴾ [البقرة:185] يقول شهر هذا الاسم الإلهي الذي هو رمضان فأضافه إلى اللّٰه تعالى من اسمه رمضان و هو اسم غريب نادر ﴿اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة:185] يقول نزل القرآن بصومه على التعيين دون غيره من الشهور ﴿هُدىً﴾ [البقرة:2] أي بيانا ﴿لِلنّٰاسِ﴾ [البقرة:83] و القرآن الجمع فلهذا جمع بينك و بينه في الصفة الصمدانية و هي الصوم فما كان فيه من تنزيه فهو لله فإنه قال الصوم لي و من كونه عبادة فهو لك هدى أي بيانا للناس على قدر طبقاتهم و ما رزقوا من الفهم عنه فإن لكل شخص شربا في هذه العبادة ﴿وَ بَيِّنٰاتٍ﴾ [البقرة:185] فكل شخص على بينة تخصه بقدر ما فهم من خطاب اللّٰه في ذلك ﴿مِنَ الْهُدىٰ﴾ [البقرة:185] و هو التبيان الإلهي ﴿وَ الْفُرْقٰانِ﴾ [البقرة:53] فإنه جمعك أولا معه في الصوم بالقرآن ثم فرقك لتتميز عنه بالفرقان فأنت أنت و هو هو في حكم ما ذكرناه من استعمالك فيما هو له و هو الصوم فهو له من باب التنزيه و هو لك عبادة لا مثل لها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية