﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:21] أي تتخذوا الصوم وقاية «فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أخبرنا أن الصوم جنة» و الجنة الوقاية و لا يتخذوه وقاية إلا إذا جعلوه عبادة فيكون الصوم للحق من وجه ما فيه من التنزيه و يكون من وجه ما هو عبادة في حق العبد جنة و وقاية من دعوى فيما هو لله لا له فإن الصوم لا مثل له فهو لمن لا مثل له فالصوم لله ليس لك
[الشهر إما تسعة و عشرون يوما و إما ثلاثون]
ثم قال ﴿أَيّٰاماً مَعْدُودٰاتٍ﴾ [البقرة:184] العامل في الأيام كتب الأول بلا شك فإنه ما عندنا بما كتب علي من قبلنا هل كتب عليهم يوم واحد و هو عاشوراء أو كتب عليهم أيام و الذي كتب علينا إنما هو شهر و الشهر إما تسعة و عشرون يوما و إما ثلاثون يوما بحسب ما نرى الهلال و الأيام من ثلاثة إلى عشرة لا غير فطابق لفظ القرآن ما أعلمنا به رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في عدد أيام الشهر فقال الشهر هكذا و أشار بيده يعني عشرة أيام ثم قال و هكذا يعني عشرة أيام و هكذا و عقد إبهامه في الثالثة يعني تسعة أيام و في المرة الأخرى لم بعقد الإبهام فأراد أيضا عشرة أيام و ذلك لما قال تعالى ﴿أَيّٰاماً مَعْدُودٰاتٍ﴾ [البقرة:184] عدد الشارع أيام الشهر بالعشرات حتى يصح ذكر الأيام موافقا لكلام اللّٰه فإنه لو قال ثلاثون يوما لكان كما قال في الإيلاء لعائشة قد يكون الشهر تسعة و عشرين يوما و لم يقل هكذا و هكذا كما قال في عدد شهر رمضان فعلمنا أنه أراد موافقة الحق تعالى فيما ذكر في كتابه
[فمن كان منكم مريضا أو على سفر]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية