فمن قال بالمفهوم يرى أنه إذا لم يفطر بالأكل زال عنه الخير الذي كان يأتيه بالأكل لو أكل معجلا فإنه إذا أخر لم يحصل على ذلك الخير الذي أعطاه التعجيل و كان محروما خاسرا في صفقته ثم إنه تفوته الفرحة التي للصائم عند فطره أي يفوته ذوقها و حلاوتها و هي لذة الخروج من الجبر إلى الاختيار و من الحجر إلى السراج و من الضيق إلى السعة و هو المقام المحمدي و البقاء في الحجر مقام يوسفي جاء الرسول ليوسف من العزيز بالخروج من السجن فقال يوسف ﴿اِرْجِعْ إِلىٰ رَبِّكَ فَسْئَلْهُ مٰا بٰالُ النِّسْوَةِ﴾ فلم يخرج و اختار الإقامة في السجن حتى يرجع إليه الرسول بالجواب و إن كان مطابقا لدخوله في السجن فإنه دخله عن محبة و استصحبته تلك الحالة و هو قوله ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّٰا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ [يوسف:33] فكانت محبة إضافة لم تكن محبة حقيقة و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية