فإن السيئات ظلمات فمنهم من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم و من ظلمات المخالفة إلى نور الموافقة و من ظلمات الضلال إلى نور الهدى و من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد و من ظلمات الحجاب إلى نور التجلي و من ظلمات الشقاء و التعب إلى نور السعادة و الراحة ثم قال ﴿وَ كٰانَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب:43] أي بالمصدقين ﴿رَحِيماً﴾ [النساء:16] أي رحمهم لما صدقوا به من وجوده الذي هو أعم من التصديق بالتوحيد ثم يندرج بعد الايمان بالوجود الإلهي كل ما يجب به الايمان على طبقاته ثم قال ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ﴾ [الأحزاب:44] أي إذا وقع اللقاء بشر بالسلامة أنه لا يشقى بعد اللقاء أبدا فلله رجال يلقونه في الحياة الدنيا و يبشرون بالسلام و ثم من يلقاه إذا مات و ثم من يلقاه عند البعث و ثم من يلقاه في تفاصيل مواقف القيامة على كثرتها و منهم من يلقاه بعد دخول النار و بعد عذابه فيها و متى وقع اللقاء حياه اللّٰه بالسلام فلا يشقى بعد ذلك اللقاء فلهذا جعل السلام عند اللقاء و لم يعين وقتا مخصوصا لتفاوت الطبقات في لقائه فأخر لاق يلقاه المؤمن بوجوده خاصة فإنه قال بالمؤمنين و لم يقيد فلا نقيد و قوله ﴿وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً﴾ [الأحزاب:44] كل أجر على قدر ما عنده من الايمان و أقلهم أجرا المؤمن بوجود اللّٰه إلها إلى ما هو أعظم في الايمان فصلاة اللّٰه رحمته بخلقه و لذا قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية