﴿لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت:42]
[أخذ البصر عن إدراك حياة الشهيد]
و لكن اللّٰه أخذ بأبصارنا عن إدراك الحياة القائمة به كما أخذ بأبصارنا عن إدراك أشياء كثيرة كما أخذ أيضا بأسماعنا عن إدراك تسبيح النبات و الحيوان و الجماد و كل شيء قال اللّٰه تعالى ﴿وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران:169] و قال تعالى ﴿وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتٌ بَلْ أَحْيٰاءٌ وَ لٰكِنْ لاٰ تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:154] بحياتهم كما يحيي الميت عند السؤال و نحن نراه من حيث لا تشعر و نعلم قطعا أنه يسأل و لا يسأل إلا من يعقل و لا يعقل إلا من هو موصوف بالحياة فنهينا أن نقول فيهم أموات و أخبرنا أنهم أحياء و لكن لا نشعر و ما ورد مثل هذا في من لم يقتل في سبيل اللّٰه فهو ميت و إن كان شهيدا أو هو حي مثله و ما أخبرنا بذلك الشهيد هو الحاضر عند اللّٰه و لهذا قال ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة:62]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية