(وصل اعتبار رفع الأيدي عند الدعاء)
على الكيفيتين الأيدي محل القبض و العطاء فبها ما أخذ و بها ما أعطى فلها القبض بما تأخذ و البسط بما تعطي فيرفع العبد يديه مبسوطتين ليجعل اللّٰه فيهما ما سأله من نعمه فإن رفعها و جعل بطونها إلى الأرض فرفعها تشهد العلو و الرفعة ليدي ربي تعالى التي هي اليد العليا و ﴿يَدٰاهُ مَبْسُوطَتٰانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشٰاءُ﴾ [المائدة:64] و يجعل الداعي بطون يديه إلى الأرض في الاستسقاء أي أنزل علينا مما بيديك من الخير و البركة ما تسد به فقرنا و فاقتنا التي علقتها بالأسباب فأوحدها إليك و فرغها بما تنزله من الغيث من أجلها
[ركعتا الاستسقاء و نعمتا الظاهر و الباطن]
فهذا و أشباهه اعتبار صلاة الاستسقاء و أحوال أهله و كون صلاتها ركعتين هو قول اللّٰه ﴿وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظٰاهِرَةً وَ بٰاطِنَةً﴾ [لقمان:20] فالركعة الواحدة للنعمة الظاهرة يسد بها الخلل الظاهر و الركعة الثانية للنعمة الباطنة يسأل فيها ما يكون فيه غذاء الأرواح و القلوب من العلوم و المعارف و التجلي و اليد النعمة انتهى الجزء السادس و الأربعون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)
(وصل في فصل ركعتي تحية المسجد)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية