﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فمن الأدب مع اللّٰه الاستسقاء في حق الغير
[صاحب الحال و صاحب العلم]
فإن أصحاب الأحوال محجوبون بالحال عن العلم الصحيح فصاحب الحال إذا لم يكن محفوظا عليه أدبه لم يؤاخذ بسوء الأدب إذ كان لسانه لسان الحال و صاحب العلم مؤاخذ بأدنى شيء لأنه ظاهر في العالم بصورة الحق و كم بين من يظهر في وجوده بربه و بين من يظهر بحاله شتان بين المقامين و يا بعد ما بين المنزلتين شاهد العلم عدل و شاهد الحال فقير إلى من يزكيه في حاله و لا يزكيه إلا صاحب العلم و لما كان العلم بهذه العزة شرعت التزكية في حكم الشرع بغلبة الظن فيقول أحسبه كذا و أظنه كذا لأنه لا يعلم كل أحد ما منزلة ذلك المزكى عند اللّٰه فلا يزكي على اللّٰه أحدا و إذا افتقر صاحب الحال إلى التزكية بغلبة الظن فهو إلى العالم صاحب العلم أفقر و أفقر فإنه مع من يزكيه كلاهما محتاجان إلى صاحب العلم العلم منجل يظهر نفسه و الحال ملتبس يحتاج إلى دليل يقويه لضعفه أن يلحق بدرجة الكمال فصاحب الحال يطلب العلم و صاحب العلم لا يطلب الحال أي عاقل يكون من يطلب الخروج من الوضوح إلى اللبس فإذا فهمت ما قررناه تعين عليك الاستسقاء فاشرع فيه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية