فضوء القمر لما كان مستفادا من الشمس أشبه النفس في الأخذ عن اللّٰه نور الايمان و الكشف و إذا كملت النفس و صح لها التجلي على التقابل و هي ليلة البدر ربما التفتت إلى طبيعتها فظهرت فيها ظلمة طبيعتها فحالت تلك الظلمة بينها و بين نورها العقلي الإيماني الإلهي كما حال ظل الأرض بين القمر الذي هو بمنزلة النفس و بين نور الشمس فعلى قدر ما نظرت إلى طبيعتها انحجبت عن نور الايمان الإلهي فذلك كسوفها فهذا كسوف القمر و أما كسوف الشمس فهو كسوف العقل فإن اللّٰه خلقه ليعقل عن اللّٰه ما يأخذ عنه فحالت النفس التي هي بمنزلة القمر بينه و بين الحق تعالى من حيث ما يأخذ عنه من اسمه النور سبحانه من كون نسبته إلى الأرض من قوله ﴿وَ هُوَ اللّٰهُ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الأنعام:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية