﴿وَ جَعَلَ الشَّمْسَ سِرٰاجاً﴾ [نوح:16] و شرع القيام في ليل رمضان و رغب فيه للمناسبة التي بين الصلاة و الصوم في القسمة و النور ليكون ليله بصلاته مثل نهاره بصومه فبالنهار يتحد به و بالليل يتوحد له كما قلنا
إذا صحت عزائمنا *** ففي الأسرار نتحد
[صحة العزائم و اتحاد الاسرار]
و العزيمة النية و النية شرط في الصوم من الليل فنحن في الصوم مع الحق كما قالت بلقيس في عرشها كأنه هو و هو كان هو و إنما جهلها أدخل كاف التشبيه كذلك جهل الإنسان يقول أنا الصائم و كيف ينبغي للمتغذي أن يكون صائما هيهات «قال اللّٰه الصوم لي لا لك» فأزال عنه دعوى الصوم كما أزال عن بلقيس تشبيه العرش بعرشها فعلمت بعد ذلك أنه هو لا غيره فهذا معنى قولنا
إذا صحت عزائمنا *** ففي الأسرار نتحد
[الاتحاد صحة النسبة لكل من المتحدين]
فإن قلت الصائم هو الإنسان صدقت و إن قلت الصوم لله لا للإنسان صدقت و لا معنى للاتحاد إلا صحة النسبة لكل واحد من المتحدين مع تميز كل واحد عن الآخر في عين الاتحاد فهو هو و ما هو هو كما قلنا في بعض ما نظمناه في هذا المعنى في حال غلب علي
لست أنا و لست هو
لا و أنا ما هو أنا
ما في الوجود غيرنا
[فرحتا الصائم في غذائه الطبيعي و غذائه الروحي]
و لما رأينا فيما روينا أن اللّٰه أنزل لقاءه منزلة فطر الصائم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية