﴿مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي﴾ [القصص:38] و أنا و أنا و أنا و ما استحييت في ذلك من فضيحتك بجوعك و عطشك و بولك و خراءتك و تألمك بالحر و البرد و الآلام العارضة يا ابن آدم رهصتك ثلاث رهصات الفقر و المرض و الموت و مع ذلك إنك و ثاب فقيام رمضان قيام في اللّٰه فمن كان الحق ظرفا له فإن اللّٰه ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [النساء:126] فهذا معنى الظرفية فليس له خروج عنه فأحاطته بك في رمضان إحاطة تشريف و تنزيه حيث شرع لك فرضا في عبوديتك الاضطرارية للاتصاف بما ينبغي له لا لك و هو التنزه عن الغذاء و ملابسة النساء طول النهار و هو النصف من عمر وجودك ثم تستقبل الليل فتخرج من ربوبيتك المنزهة عن الغذاء و النكاح إلى عبوديتك بالفطر و الكل رمضان
[الصيام كالصلاة قسمة بنصفين بين العبد و ربه]
فأنت في رمضان كما أنت في الصلاة من «قوله قسمت الصلاة بيني و بين عبدي بنصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي» كذلك رمضان قسمه بينه و بين عبده بنصفين نصف له و هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية