﴿يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [المطففين:6] و رمضان اسمه سبحانه فيقوم العارف إجلالا لهذا الاسم الذي اختص به هذا الشهر الكريم هذا يحضر العارف في قيامه ثم إن لهذا الشهر من نعوت الحق حكما ليس لغيره و هو فرض الصوم على عباد اللّٰه و هو صفة صمدانية يتنزه الإنسان فيها عن الطعام و الشراب و النكاح و الغيبة و هذه كلها نعوت إلهية يتصف بها العبد في حال صومه فإذا جاء الليل قام العبد بين يدي الحق بصفاته التي كان عليها في نهاره و فرض له القيام في وقت الفطر ليعلم أنه عبد فقير متغذ ليس له ذلك التنزه حقيقة و إنما هو أمر عرض له ينبهه على التخلق بأوصاف اللّٰه من التنزيه عن حكم الطبيعة
[كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لله]
و لهذا أخبرنا تعالى في الحديث المروي عنه إن الصوم له و كل عمل ابن آدم لابن آدم يقول إن التنزه عن الطعام و الشراب و النكاح لي لا لك يا عبدي لأني القائم بنفسي لا أفتقر في وجودي إلى حافظ يحفظه علي و أنت تفتقر في وجودك لحافظ يحفظه عليك و هو أنا فجعلت لك الغذاء و أفقرتك إليه لينبهك أني أنا الحافظ عليك وجودك ليصح عندك افتقارك
[غناء الحق و افتقار العبد]
و مع هذا الافتقار طغيت و تجبرت و تكبرت و تعاظمت في نفسك و قلت لمن هو مثلك ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ﴾ [النازعات:24] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية