فيعتبر العالم كما أخبر اللّٰه من أين أخذ فرعون و هذه صفة الحق ظهرت بلسان فرعون فعلم أنه ما قالها نيابة عن الحق كما يقول المصلي سمع اللّٰه لمن حمده فلما غاب عن النيابة في ذلك القول طلبت الصفة موصوفها فرجعت إلى الحق جل جلاله و بقي فرعون معرى عنها على أنه ما لبسها قط عند نفسه فإن اللّٰه قد طبع ﴿عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ﴾ [غافر:35] أن يدخله كبرياء إذ لا ينبغي ذلك الوصف إلا لمن لا يتقيد فهو الأعلى عن التقييد فكان الجزاء لفرعون لغيبته عن هذا المقام أن أخذه اللّٰه ﴿نَكٰالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولىٰ﴾ [النازعات:25] أي أوقفه على تقييده أنه ليس له هذا الوصف فالأولى للماضي و هي كلمة ﴿مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي﴾ [القصص:38]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية