يقول إن من الناس من كان في نفسه من حياتي حرقة و نار حسدا و عداوة إذا رأوا قلوصي معطلة عرفوا بموتي فبرد عنهم ما كانوا يجدونه بحياتي من النار و أبكت أوليائي الذين كانوا يحبون حياتي فانتقلت صفات هؤلاء إلى هؤلاء و هؤلاء إلى هؤلاء كما انتقل ذل الأولياء و تعبهم و نصبهم و مكابدتهم و كدهم في الدنيا في طاعة ربهم إلى الأشقياء من الجبابرة في النار و انتقل سرور الجبابرة و راحة أهل الثروة في الدنيا إلى أهل السعادة أهل الجنة في الآخرة فالذي ذكر هذا الشاعر في شعره هي حالة كل موجود إذ كل موجود لا بد له من عدو و ولي قال تعالى ﴿لاٰ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ﴾ [الممتحنة:1] فجعلهم أعداء له كما قال في جزائه إياهم ﴿ذٰلِكَ جَزٰاءُ أَعْدٰاءِ اللّٰهِ﴾ [فصلت:28] فإذا كان لله أعداء فكيف بأجناس العالم و كذلك الولاية لله أولياء و لكل موجود فالعالم بالله المشغول به من يقول ما ثم إلا اللّٰه و أنا فيفني الكل في جناب الحق و هو الأولى و هو الولي حقا إذ كانت هذه الحالة سارية حقا و خلقا ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ عَدُوٌّ لِلْكٰافِرِينَ﴾ [البقرة:98]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية