و إذا ورد أمر مجمل من الشارع ثم ذكر الشارع وجها خاصا مما يكون تفسيرا لذلك المجمل كان الواجب عند الأدباء من العلماء أن لا يتعدوا في تفسير ذلك المجمل ما فسره به قائله و هو اللّٰه تعالى و أن يقفوا عنده و شرع المناجاة بالكلام الإلهي في حال القيام في الصلاة خاصة دون غيره من الأحوال لوجود صفة القيومية من كون العبد قائما في الصلاة و اللّٰه ﴿قٰائِمٌ عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ﴾ و هنا علم كبير في قيام العبد بكلام الرب و ما له حديث إلا مع ربه بكلام ربه ما دام قائما فلمن يترجم و عمن يترجم و من هو المترجم و ما تكسب النفس التي هو قائم عليها و من هو العبد حتى يقول السيد جل جلاله يقول العبد كذا فيقول اللّٰه كذا لو لا العناية الإلهية و التفضل الرباني فإن قيل قد فهمنا ما أشرت به من صفة القيام و الرفع من الركوع قيام و لا قراءة فيه قلنا الرفع من الركوع إنما شرع للفصل بينه و بين السجود فلا يسجد إلا من قيام فلو سجد من ركوع لكان خضوعا من خضوع و لا يصح خضوع من خضوع لأنه عين الخروج عما يوصف بالدخول فيه فإن التواضع لا يكون إلا من رفعة فإن المهين النفس إذا ظهر منه التواضع فيما يرى فليس بتواضع و إنما ذلك مهانة نفس فيكون لا خضوع مثل عدم العدم هو عين الوجود فلهذا فصل بين السجدتين برفع ليفصل بين السجدتين حتى تتميز كل واحدة منهما بالفاصل الذي فصل بينهما فيعلم إن نم أمرا آخر و إن اشتركتا في الصورة مثل قوله ﴿وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً﴾ [البقرة:25]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية