و أما اعتبار ذلك في النفس
فقد أعلمناك ما مفهوم العورة آنفا و في هذه المسألة لما ثبت أن المصلي يناجي ربه و أن الصلاة قد قسمها اللّٰه نصفين بينه و بين عبده فمن غلب أن الحق هو المصلي بأفعال عبده أعني الأفعال الظاهرة من العبد في الصلاة كما ثبت أن اللّٰه قال على لسان عبده في الصلاة سمع اللّٰه لمن حمده عند الرفع من الركوع و العبد هو القائل بلا شك و قال ﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6] و «الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم هو التالي بلا شك قال إن ستر العورة من فروض الصلاة» أي مثل هذا لا يظهر في العامة يريد معناه و سره الذي يعرفه العالم بل يؤمن به العامي كما جاء ﴿وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلاَّ الْعٰالِمُونَ﴾ [ العنكبوت:43] و من رأى أن لا مرتبة في هذه المسألة بين العالم و العامي و أنه ما فيها إلا ما ورد النص به و لو أدى عند السامع إلى ما أداه إذا لم يخرج عن مقتضى اللسان في ذلك و إن تفاضلت درجاتهم كان ستر العورة عنده من سنن الصلاة لا من فروضها ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
(فصل بل وصل في حد العورة)
[أقوال الفقهاء في حد العورة]
فمن قائل إن العورة في الرجال هي السوءتان و من قائل هي من الرجال من السرة إلى الركبة و هي عندنا السوءتان فقط
الاعتبار في ذلك في النفس
ما يذم و يكره و يخبث من الإنسان هو العورة على الحقيقة و السوءتان محل لما ذكرناه فهو بمنزلة الحرام و ما عدا السوءتين مما يجاوزهما من السرة علوا و من الركبة سفلا هو بمنزلة الشبهات فينبغي أن يتقى فإن الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه
(فصل بل وصل في حد العورة من المرأة)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية