فإن سموهم بهم فهم عينهم فلا يقولون في معبودهم حجر و لا شجر و لا كوكب ينحته بيده ثم يعبده فما عبد جوهره و الصورة من عمله و إن سموهم بالإله عرفت أن الإله عبدوا هذا تحقيق الأمر في نفسه و قد أشارت الآية الواردة في القرآن إلى ما ذهبنا إليه بقوله تعالى ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] فهو عندنا بمعنى حكم و عند من لا علم له من علماء الرسوم بالحقائق بمعنى أمر و بين المعنيين في التحقيق بون بعيد
[أعبد اللّٰه كأنك تراه هذا تقريب من هؤلاء الذين عبدوه]
و في «قول محمد صلى اللّٰه عليه و سلم معلما لنا أعبد اللّٰه كأنك تراه» و «في حديث جبريل معه صلى اللّٰه عليه و سلم حين سأله عن الإحسان بحضور جماعة من الصحابة ما هو فقال صلى اللّٰه عليه و سلم أن تعبد اللّٰه كأنك تراه» فجاء بكأن و قد علمت إن الخيال خزانة المحسوسات و أن الحق ليس بمحسوس لنا و ما نعقل منه إلا وجوده فجاء بكان لندخله تحت قوة البصر فنلحقه بالوهم بالمحسوسات فقربنا من هؤلاء الذين عبدوه فيما نحتوه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية