فأما حكمهما في الباطن فمنهما ما هو فرض و منهما ما هو سنة فأما المضمضة فالفرض منها التلفظ بلا إله إلا اللّٰه فإن بها يتطهر لسانك من الشرك و صدرك فإن حروفها من الصدر و اللسان و كذلك في كل فرض أوجب اللّٰه عليك التلفظ به مما لا ينوب فيه عنك غيرك فيسقط عنك كفرض الكفاية كرجل أبصر أعمى على بعد يريد السقوط في حفرة يتأذى بالسقوط فيها أو يهلك فيتعين عليه فرضا أن ينادي به يحذره من السقوط بما يفهم عنه لكونه لا يلحقه فإن سبقه إنسان إلى ذلك سقط عنه ذلك الفرض الذي كان تعين عليه فإن تكلم به فهو خير له و ليس بفرض عليه فإذا تمضمض في باطنه بهذا و أمثاله فقد أصاب خيرا و قال خيرا و هو حسن القول و صدق اللسان طهور من الكذب و الجهر بالقول الحسن طهور من الجهر ﴿بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ [النساء:148] و إن كان جزاء بقوله ﴿إِلاّٰ مَنْ ظُلِمَ﴾ [النساء:148]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية