و قالوا ﴿أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْءٌ عُجٰابٌ﴾ [ص:5] و الطائفة الثالثة المعطلة و هم الذين نفوا الإله جملة واحدة فلم يثبتوا إلها للعالم و لا من العالم و الطائفة الرابعة المنافقون و هم الذين أظهروا الإسلام من إحدى هؤلاء الطوائف الثلاثة للقهر الذي حكم عليهم فخافوا على دمائهم و أموالهم و ذراريهم و هم في نفوسهم على ما هم عليه من اعتقاد هؤلاء الطوائف الثلاث
[منافذ إبليس إلى المجرمين]
فهؤلاء أربعة أصناف هم الذين هم أهل النار لا يخرجون منها من جن و إنس و إنما كانوا أربعة لأن اللّٰه تعالى ذكر عن إبليس أنه يأتينا من بين أيدينا و من خلفنا و عن أيماننا و عن شمائلنا : فيأتي للمشرك من بين يديه و يأتي للمعطل من خلفه و يأتي إلى المتكبر من عن يمينه و يأتي إلى المنافق من عن شماله و هو الجانب الأضعف فإنه أضعف الطوائف كما إن الشمال أضعف من اليمين و جعل المتكبر من اليمين لأنه محل القوة فتكبر لقوته التي أحسها من نفسه و جاء للمشرك من بين يديه فإنه رأى إذ كان بين يديه جهة عينية فأثبت وجود اللّٰه و لم يقدر على إنكاره فجعله إبليس يشرك مع اللّٰه في ألوهيته و جاء للمعطل من خلفه فإن الخلف ما هو محل النظر فقال له ما ثم شيء أي ما في الوجود إله
[منازل النار لأهل النار]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية