و قال بعض الصالحين من ترك الشغل بفضول الدنيا فهو زاهد و من أنصف في المودة و قام بحقوق الناس فهو متواضع و من كظم الغيظ و احتمل الضيم و التزم الصبر فهو حليم و من تمسك بالعدل و ترك فضول الكلام و أوجز في المنطق و ترك ما لا يعنيه و اقتصد في أموره فهو عاقل و من تفرغ إلى الأمور المقربة إلى اللّٰه و تفرغ من نكد الدنيا إن لم تأكل مت و إن شبعت كسلت و إن زدت مرضت فهو عابد
(وصية)
من رجل صالح ناصح لعباد اللّٰه و قد قال له من حضر من أصحابه أوصنا بوصية لعل اللّٰه أن ينفعنا بها فقال رضي اللّٰه عنه آثروا اللّٰه على جميع الأشياء و استعملوا الصدق فيما بينكم و بينه و أحبوه بكل قلوبكم و ألزموا بابه و اشتغلوا به و توسدوا الموت إذا نمتم و اجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم و كونوا كأنكم لا حاجة لكم إلى الدنيا و لا بد لكم من الآخرة و احفظوا ألسنتكم و لتحزنكم ذنوبكم و ليكن افتخاركم بربكم و كونوا من خالصي اللّٰه تسلموا و سلم منكم الناس فتنالوا غدا مناكم ثم قال استغفر اللّٰه فإن للكلام حلاوة في الدنيا و ما أعظم مئونته في الآخرة ثم قال ﴿لِيَسْئَلَ الصّٰادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية