[الخلود،في الدار الآخرة،في العذاب و في النعيم]
فإن ورد الخبر الإلهي الذي يفيد العلم بالنص الذي لا يحتمل التأويل بخلود العالم في أحد الحكمين أو بوقوع كل حكم في جزء من العالم معين و خلود ذلك الجزء فيه إلى ما لا يتناهى قبلناه و قلنا به و ما ورد من الشارع أن العالم الذي هو في جهنم الذين هم أهلها و لا يخرجون منها أن بقاءهم فيها لوجود العذاب فكما ارتفع حكم العذاب عن ممكن ما و هم أهل الجنة كذلك يجوز أن يرتفع عن أهل النار وجود العذاب مع كونهم في النار لقوله ﴿وَ مٰا هُمْ بِخٰارِجِينَ مِنَ النّٰارِ﴾ [البقرة:167] و «قال سبقت رحمتي غضبي» و لا يلزم من وجود الشرط وجود المشروط فيكون اللّٰه إلها بجميع أسمائه و لا عذاب في العالم و لا ألم لأنه ليس ارتفاعه عن ممكن ما بأولى من ارتفاعه عن جميع الممكنات فلم يبق بأيدينا من طريق العقل دليل على وجود العذاب دائما و لا غيره فليس إلا النصوص المتواترة أو الكشف الذي لا يدخله شبهة فليس للعقل رده إذا ورد من الصادق النص الصريح أو الكشف الواضح
(مسألة أخرى من هذا الباب) [خلق آدم على الصورة و باليدين]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية