﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّٰارِ يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين:34] كما كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين لايمانهم و كذلك بعض المؤمنين يضحكون من أهل اللّٰه في الدنيا و لا سيما الفقهاء إذا رأوا العامة على الاستقامة يتحدثون بما أنعم اللّٰه عليهم في بواطنهم يضحكون منهم و يظهرون لهم القبول عليهم و هم في بواطنهم على خلاف ذلك فلا أقل يا أخي إذا لم يكن منهم أن تسلم لهم أحوالهم فإنك ما رأيت منهم ما ينكره دين اللّٰه و لا ما يرده العلم الصحيح النقلي و العقلي ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كٰانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذٰا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغٰامَزُونَ﴾ هكذا و اللّٰه رأيت فقهاء الزمان مع أهل اللّٰه يتغامزون عليهم و يضحكون منهم و يظهرون القبول عليهم و هم على غير ذلك فاحذر من هذه الصفة و من صحبة من هذه صفته لئلا يسرقك الطبع فما أعظم حسرتهم يوم القيامة فهم ﴿اَلَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاٰلَةَ بِالْهُدىٰ﴾ [البقرة:16] و ﴿اَلْعَذٰابَ بِالْمَغْفِرَةِ﴾ [البقرة:175]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية