و السفيه هو الضعيف الرأي يقولون إنهم ما آمنوا إلا لضعف رأيهم و عقلهم فجاز ذلك عليهم لقول اللّٰه ﴿أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهٰاءُ﴾ [البقرة:13] أي هم الذين ضعفت آراؤهم فحال ذلك الضعف بينهم و بين الايمان و لكن لا يعلمون فتحفظ من الكلام القبيح و هو أن تنسب صفة مذمومة لأخيك المؤمن و إن كانت فيه لا في حضوره و لا في غيبته فإنك إن واجهته بذلك فقد عيرته فما تأمن أن يعافيه اللّٰه من تلك الصفة و يبتليك بها و قد ورد لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه اللّٰه و يبتليك و إن كان غائبا فهي غيبة و قد نهاك اللّٰه عن الغيبة فإنك إذا ذكرته بأمر هو فيه مما يسوؤه لو قابلته به فقد اغتبته و إن نسبت إليه من القبيح ما ليس فيه فذلك البهتان و لا بد أن تجني ثمرة غرسك إلا أن يعفو اللّٰه بإرضاء الخصم و إن يعود عليك وبال ما نسبته إلى أخيك المؤمن مما ليس هو عليه و كذلك خداع المؤمن فلا تكن ممن يخادع اللّٰه فإنك إن اعتقدت ذلك كنت من الجاهلين بالله حيث تخيلت إنك تلبس على الحق و ﴿أَنَّ اللّٰهَ لاٰ يَعْلَمُ كَثِيراً مِمّٰا تَعْمَلُونَ وَ ذٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدٰاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخٰاسِرِينَ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية