﴿إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [النحل:40] فالإرادة هنا هو ذلك الخط الذي فرضناه خارجا من نقطة الدائرة إلى المحيط و هو التوجه الإلهي الذي عين تلك النقطة في المحيط بالإيجاد لأن ذلك المحيط هو عين دائرة الممكنات و النقطة التي في الوسط المعينة لنقطة الدائرة المحيطة هي الواجب الوجود لنفسه
[الممكنات محصورة في جوهر متحيز و غير متحيز و أكوان و ألوان]
و تلك الدائرة المفروضة دائرة أجناس الممكنات و هي محصورة في جوهر متحيز و جوهر غير متحيز و أكوان و ألوان و الذي لا ينحصر وجود الأنواع و الأشخاص و هو ما يحدث من كل نقطة من كل دائرة من الدوائر فإنه يحدث فيها دوائر الأنواع و عن دوائر أنواع و أشخاص فاعلم ذلك و الأصل النقطة الأولى لهذا كله و ذلك الخط المتصل من النقطة إلى النقطة المعينة من محيطها يمتد منها إلى ما يتولد عنها من النقط في نصف الدائرة الخارجة عنها و عن ذلك النصف تخرج دوائر كاملة و علة ذلك الامتياز بين الواجب الوجود لنفسه و بين الممكن فلا يتمكن أن يظهر عن الممكن الذي هو دائرة الأجناس دائرة كاملة فإنها كانت تدخل بالمشاركة فيما وقع به الامتياز و ذلك محال فتكوين دائرة كاملة من الأجناس محال ليتبين نقص الممكن عن كمال الواجب الوجود لنفسه و صورة الأمر فيها هكذا صورة شكل الأجناس و الأنواع من غير قصد للحصر إذ للأنواع أنواع حتى ينتهي إلى النوع الأخير كما ينتهي إلى جنس الأجناس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية