و عليك بالمحافظة على صلاة الأوابين و هي الصلاة في الأوقات المغفول عنها عند العامة و هي ما بين الضحى إلى الزوال و ما بين الظهر و العصر و ما بين المغرب و العشاء الآخرة و التهجد و هو أن ينام من أول الليل بعد صلاة العشاء الآخرة ثم يقوم إلى الصلاة ثم ينام ثم يقوم إلى الصلاة إلى أن يطلع الفجر فإذا طلع الفجر فاركع ركعتي الفجر ثم اضطجع على شقك الأيمن من غير نوم ثم قم إلى صلاة الصبح و اجعل و ترك ثلاث عشرة ركعة في تهجدك فإن هذا كان وتر رسول اللّٰه ﷺ و أطل الركعتين الأوليين من التهجد ثم اللتين بعدهما أقل منهما في الطول و الركعة الأولى من كل ركعتين على قدر الثانية من اللتين تقدمتهما و الركعة الثانية من كل ركعتين على النصف من الركعة الأولى منهما أو قريب من ذلك إلى أن توتر بركعة واحدة إن شئت أن لا تجلس إلا في آخر ركعة من وتر صلاتك و هي الأحدي عشر و إن شئت جلست في كل ركعتين و لا تسلم إلا في آخر ركعة مفردة و إن شئت خمست و سبعت و تسعت كل ذلك مباح لك و لا تثلث من أجل التشبه بصلاة المغرب و قد ورد في النهي عن ذلك خبر و كذلك في الركعة الواحدة و تسمى البتيراء فاجتنب مواقع الخلاف ما استطعت و اهرب إلى محل الإجماع مع أنه ثبت أنه أوتر بثلاث فإن أوترت بثلاث فلا تجلس إلا في آخرها و تسلم حتى تفرق في الشبه بينها و بين المغرب و إذا قمت إلى الصلاة بالليل و توضأت فاركع ركعتين خفيفتين ثم بعدهما اشرع في صلاة الليل كما رسمت لك و عند قيامك للتهجد امسح عينيك من النوم بيديك ثم اتل ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاٰفِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ﴾ [آل عمران:190]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية