عند اللّٰه و لا يتمكن لمخلوق من العالم أن يكون له علم بمقامه إلا بتعريف إلهي لا بكونه فيه فإن كل ما سوى اللّٰه ممكن و من شأن الممكن أن لا يقبل مقاما معينا لذاته و إنما ذلك لمرجحه بحسب ما سبق في علمه به و المعلوم هو الذي أعطاه العلم به و لا يعلم هو ما يكون عليه و هذا هو سر القدر المتحكم في الخلق إذ كان علم المرجح لا يقبل التغيير لاستحالة عدم القديم و علمه بتعيين المقامات قديم فلذلك لا ينعدم
[علم الباري بالأشياء ليس زائدا على ذاته]
و هذه المسألة من أغمض المسائل العقلية و مما يدلك على إن علمه سبحانه بالأشياء ليس زائدا على ذاته بل ذاته هي المتعلقة من كونها علما بالمعلومات على ما هي المعلومات عليه خلافا لبعض النظار فإن ذلك يؤدي إلى نقص الذات عن درجة الكمال و يؤدي إلى أن تكون الذات قد حكم عليها أمر زائد أوجب لها ذلك الزائد حكما يقتضيه و يبطل كون الذات تفعل ما تشاء و تختار ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية