[إن اللّٰه يريد من العبد أن تعينه بكلمة طيبة عند من تعلم أنه يسد خلته]
فاعلم إن اللّٰه ما أطلعك على حاله سدى فاعلم أنه يريد منك أن تعينه بكلمة طيبة عند من تعلم أنه يسد خلته فإن لم تعمل فلا أقل من دعوة تدعو له و لا يكون هذا إلا بعد بذل المجهود و الياس حتى لا يبقى عندك إلا الدعاء و مهما غفلت عن هذا القدر فأنت من جملة من ظلم صاحب هذا الحال هذا كله إن مات ذلك المحتاج من تلك الحاجة فإن لم يمت و سد خلته غيرك من المؤمنين فقد أسقط أخوك عنك هذه المطالبة من حيث لا يشعر فإن المؤمن أخو المؤمن لا يسلمه و إن لم ينو المعطي ذلك و لكن هكذا هو في نفس الأمر و كذا يقبله اللّٰه فإذا أعطيت أنت سائلا بالحال ضرورته فانو في ذلك أن تنوب عن أخيك المؤمن الأول الذي حرمه و تجعل ذلك منه إيثارا لجنابك عليه بذلك الخير الذي أبقاه من أجلك حتى تصيبه إذ لو أعطاه اقتنع بما أعطاه و لم تكن تجد أنت ذلك الخير فبهذه النية عطاء العارفين أصحاب الضرورات السائلين بأحوالهم و أقوالهم ﴿وَ أَمَّا السّٰائِلَ فَلاٰ تَنْهَرْ﴾ [الضحى:10]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية