و من ذلك الجوهر النفيس في التقديس قال التقديس الذاتي يطلب التبري من تنزيه المنزهين فإنهم ما نزهوا حتى تخيلوا و توهموا و ما ثم متخيل و لا متوهم يتعلق به أو يجوز أن يتعلق به فينزه عنه بل هو القدوس لذاته فهو الجوهر أي الأصل النفيس الذي لا ينافس في صفاته فإن الذي هو له ما هو لك و إن الذي لك لك ما هو له فأنت لك بما أنت و هو له بما هو و الحقائق لا تنقلب و لا تتبدل فما تخلق متخلق بأخلاق غيره و إنما أخلاقه ظهرت عليه لا عين الناظرين و لا تحقق متحقق بحدود غيره فإن الحد لا يكون لغير محدود و لا سيما الحدود الذاتية فما ثم إلا جوهر نفيس و ليس العجب إلا في كونه جوهر أو الأصول لا تدل عليها إلا الفروع لأنها غيب و ما ثم فرع لهذه الأصول فكل ما ظهر فهو جوهر فهو أصل في نفسه لا فروع له إلا عين علمك به لا غير و من ذلك قوله عز و جل ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون:8] قال كانت النفس الناطقة في نفس النفس الذي وقع به النفخ فكانت عين النفس المنفوخ في هذه الصورة العنصرية و هي صورة نشأت من أرض ذلول فذلت بذلة أصلها لكون مزاجها أثر فيها فكان الابن أذل من أمه لأنه في خدمتها و مسخر لها و مأمور بمراعاتها و الأعز الحق خالقها فأقسم ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية