﴿وَ مٰا أُوتِيتُمْ﴾ [الإسراء:85] أي أعطيتم فجعله هبة و قال في حق عبده خضر ﴿وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً﴾ [الكهف:65] و قال علم القرآن فهذا كله يدلك على أنه نسبة لأن الواحد في ذاته لا يتصف بالقلة و لا بالكثرة لأنه لا يتعدد و بهذا نقول إن الواحد ليس بعدد و إن كان العدد منه ينشأ أ لا ترى أن العالم و إن استند إلى اللّٰه و لم يلزم أن يكون اللّٰه من العالم كذلك الواحد و إن نشأ منه العدد فإنه لا يكون بهذا من العدد فالوحدة للواحد نعت نفسي لا يقبل العدد و إن أضيف إليه فإن كان العلم نسبة فإطلاق القلة و الكثرة عليه إطلاق حقيقي و إن كان غير ذلك فإطلاق القلة و الكثرة عليه إطلاق مجازي و كلام العرب مبني على الحقيقة و المجاز عند الناس و إن كنا قد خالفناهم في هذه المسألة بالنظر إلى القرآن فإنا ننفي أن يكون في القرآن مجاز بل في كلام العرب و ليس هذا موضع شرح هذه المسألة
[العلم الوهبي و العلم الكسبي]
و الذي يتعلق بهذا الباب علم الوهب لا علم الكسب فإنه لو أراد اللّٰه العلم المكتسب لم يقل ﴿أُوتِيتُمْ﴾ [آل عمران:73] بل كان يقول أوتيتم الطريق إلى تحصيله لا هو و كان يقول في خضر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية