﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيٰاتِ اللّٰهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّٰاسِ﴾ [آل عمران:21] و هم الورثة فشرك بينهم في البلاء كما شرك بينهم في الدعوة إلى اللّٰه
[صفة الكمال في الوراثة النبوية]
فكان شيخنا أبو مدين رضي اللّٰه عنه كثيرا ما يقول من علامات صدق المريد في إرادته فراره عن الخلق و هذه حالة الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم في خروجه و انقطاعه عن الناس في غار حراء للتحنث ثم يقول و من علامات صدق فراره عن الخلق وجوده للحق فما زال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يتحنث في انقطاعه حتى فجأه الحق ثم قال و من علامات صدق وجوده للحق رجوعه إلى الخلق يريد حالة بعثه صلى اللّٰه عليه و سلم بالرسالة إلى الناس و يعني في حق الورثة بالإرشاد و حفظ الشريعة عليهم فأراد الشيخ بهذا صفة الكمال في الورث النبوي فإن لله عبادا إذا فجأهم الحق أخذهم إليه و لم يردهم إلى العالم و شغلهم به و قد وقع هذا كثيرا و لكن كمال الورث النبوي الرسالي في الرجوع إلى الخلق فإن اعترضك هنا قول أبي سليمان الداراني لو وصلوا ما رجعوا إنما ذلك فيمن رجع إلى شهواته الطبيعية و لذاته و ما تاب منه إلى اللّٰه و أما الرجوع إلى اللّٰه تعالى بالإرشاد فلا يقول لو لاح لهم بارقة من الحقيقة ما رجعوا إلى ما تابوا إلى اللّٰه منه و لو رأوا وجه الحق فيه فإن موطن التكليف و الأدب يمنعهم من ذلك و أما قول الآخر من أكابر الرجال لما قيل له فلان يزعم أنه وصل فقال إلى سقر فإنه يريد بهذا أنه من زعم أن اللّٰه محدود يوصل إليه و هو القائل ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية