﴿فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ﴾ [الرحمن:13] يا هذان
[سر المفتاح في إخبار الأرواح]
و من ذلك سر المفتاح في إخبار الأرواح من الباب 154 تنزلت الأرواح بتوقيعات السراح من الفتاح إلى إخوانها من الأرواح المحبوسة في هذه الأشباح فمن استعجل تسرح بفكره و عقله و منهم من تسرح بكشفه لما عمل على ما ثبت عنده في نقله و ما عدا هذين من الثقلين بقي رهين المحيسين حتى يأتي قابض الأرواح بالمفتاح و لهذا انطلقت الألسنة الفصاح إنه من مات استراح و هيهات أين الاستراحة و إني تعقل الراحة و هو ينتقل إلى حبس الصور الذي هو قرن من نور لأنه نفر ظلام الأجسام بالأجساد و زال عنها بسرعة التقليب في الصور البقاء على الأمر المعتاد فلا يزال في الصور حبيسا لأنه لا يزال رئيسا مدبرا سؤوسا فإن كان من السعداء أو الورثة من العلماء أو الأنبياء فلهم السراح التام في عين الأجساد و الأجسام مثل ما يراه الإنسان في المنام فيرى نفسه و هو عين واحدة في أمكنة متعدده و العقول تحيل أن يكون الجسم في مكانين فكيف بهذين الخيال قد حكم به فانتبه إذا كان المخلوق في قوته الإمكان فيما أحاله دليل عقل الإنسان فما ظنك بخالق هذا الخلق و هو الواحد الحق أ لا تراه يتجلى في الصور فيعرف و ينكر و هو هو ليس سواه و الذي يراه يطلب أن يراه فلو عرف معرفته ما طلب رؤيته فإنه لم يشهد إلا هو و لو علم أنه هو لم يقل بعد ذلك ما هو هو ما رأيت و أنت فيما تمنيت و اشتهيت
[توجيه الرسل لإيضاح السبل]
و من ذلك توجيه الرسل لإيضاح السبل من الباب 155 جاءت الرسل بهداية السبل و ثم سبل لا تظهر إلا بالجهاد إلى عين الفؤاد إن كان الجهاد عن رؤية فقد بلغت المنية فإن اللّٰه مع المحسنين كما هو مع المتقين إن رأينا وجهه فله في كل شيء وجهه ﴿إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [النحل:128] و المتوقى يباشروا فيه ﴿وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:128] فهو صاحب العين الباقية الإحسان عيان و في منزل كأنه عيان و ليس إلا الخيال فتعمل في تحصيل هذه الخلال ﴿وَ الَّذِينَ جٰاهَدُوا فِينٰا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنٰا﴾ [ العنكبوت:69] فبلغنا أملنا و تمم بمشاهدته عملنا و قسم عليه الصلاة و السلام سبيله على ثلاثة أقسام إحسان و إيمان و إسلام و المعلم السائل و المخاطب القائل فعلمه في السر ما يقول في الجهر نزل به على قلبه من عند ربه فبدأ بالإسلام و قرن به عمل الأجسام من تلفظ بشهادتين و صلاة و زكاة و حج و صيام و ثنى بالإيمان و هو ما يشهد به الجنان من التصديق بالله و ملائكته و كتبه و رسله و القدر خيره و شره و البعث الآخر إلى الدار الحيوان و ثلث بالإحسان و هو إنزال المعنى الروحاني منزلة المحسوس في العيان و ليس إلا عالم الخيال الحاكم بالوجوب و الوجود في الممكن و المحال و في كل ما يحققه إذا أجابه يصدقه و الحاضر يتعجب من تصديق بلا برهان و ذهل عن العلم الضروري الذي في الإنسان و ما علم الحاضر من السائل كما لم يعلم ما أتى به من المسائل فاعلم الرسول من هو السائل و المسئول و إنهم المقصودون بذلك السؤال في صورة الخيال
[فضل البشر على سائر الصور]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية