وصايا الشيخ الأكبر
وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة
وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية
(وصية)
![]() |
![]() |
(وصية)
(وصية)
لا تسبق إلى فضيلة إذا وجدت السبيل إليها وانظر في الدنيا نظر الراحل عنها والمطالب بما نال منها وإذا نكحت فأولم بما قدرت عليه وإذا نمت أو دخلت بيتك أو أكلت أو شربت أو فعلت فعلا فسم الله عليه وأذكره وتناول بيمينك أمورك كلها إلا ما ورد فيه النهي من الشارع أو ما يجري مجرى النهي مثل الاستنجاء ومسك الذكر باليمين أيضا عند البول والامتخاط فاجعل ذلك كله بيسارك وإذا أكلت مع جماعة طعاما واحدا فكل مما يليك وإذا اختلف الطعام فكل من حيث شئت وقلل النظر إلى من يأكل معك وصغر اللقمة وشدد المضغ وسم الله في أول كل لقمة واحمد الله في آخرها إذا ابتلعتها واشكر الله حيث سوغكها ولا تكثر الشرة في الأكل وتعاهد المشي إلى المساجد مساجد الجماعات في أوقات الصلوات ولا سيما العتمة والصبح من غير سراج تبشر بالنور التام يوم القيامة وإذا سمعت من بعطس وحمد الله فشمته وإن لم يحمد الله فذكره بحمد الله فإذا حمد الله فشمته فإذا زاد في العطاس على ثلاثة فهو مزكوم فادع الله له في الشفاء وإياك أن تخون من خانك ولا تعتد على من اعتدى عليك فإن ذلك أفضل لك عند الله وأعذر ولا تعتذر فإن اعتذارك يتضمن سوء ظنك بمن اعتذرت له وابدأ في المعاملة مع الخلق بالأولى فالأولى وإذا تساوت الأمور وبدأ الله بذكر شيء منها فابدأ بما بدأ الله به كما فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في حجته لما أراد أن يسعى بين الصفا والمروة وقف على الصفا وقرأ إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ من شَعائِرِ الله أبدأ بما بدأ الله به وإذا قمت في عبادة الله فاعمل نشاطك فإذا كسلت فاترك ولا تكن من الذين إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى وإذا صليت وأحد ينظر إليك فانو في تحسين صلاتك تعليمه وأخلص لله عبادتك فإنه ما أمرك أن تعبده إلا مخلصا وافعل ما أوجب الله عليك فعله ولا بد سواء كسلت أو كنت نشيطا وإنما أمرتك بالترك في النوافل ولا تعبد الله بكسل وانتقل إلى نافلة غيرها ولا تحسن صلاتك في الملإ دون الخلافان فعل ذلك من فعله فإن ذلك الفعل استهانة استهان بها ربه كذا ثبت وإن كنت ممن يصلح للامامة فصل خلف الإمام فإنه إن أحدث الإمام في الصلاة استخلفك وإن لم تكن من أهلها فصل يمين الصف أو يساره وحافظ على الصف الأول وإذا رأيت فرجة في الصف فسدها بنفسك فلا حرمة لمن رآها وتركها وتخط رقاب الناس إليها وسارع إلى الخيرات وكن لها سابقا ونافس فيها قبل إن يحال بينك وبينها وإياك أن تتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ولا تحت شجرة مثمرة ولا في مجالس الناس ولا تبل في هوى ولا في حجر ولا في ماء دائم ثم تتوضأ منه أو تغتسل فيه واتق الله في زوجتك وولدك وخادمك وفي جميع من أمرك الله بمعاملته واحذر فتنة الدنيا والنساء والولد والمال وصحبة السلطان واتق الله في البهائم واجعل من صلاتك في بيتك وعين في بيتك مسجدا لك تتنفل فيه وتصلي فيه فريضتك إن اضطررت إلى ذلك وأكثر من قراءة القرآن يتدبر إن كنت عالما فإنه أرفع الأذكار الإلهية وإن كنت في جماعة يقرءون القرآن فاقرأ معهم ما اجتمعتم عليه فإن اختلفتم فقم عنهم وحافظ على قراءة الزهراوين البقرة وآل عمران وإذا شرعت في قراءة سورة من القرآن فلا تتكلم حتى تختمها فإن ذلك دأب العلماء الصالحين ولقد حدثني غير واحد بقرطبة عن الفقيه ابن زرب صاحب الخصال أنه كان يقرأ في المصحف سورة من القرآن فمر عليه أمير المؤمنين من بنى أمية فقيل للخليفة عنه فمسك فرسه وسلم عليه وسأله فلم يكلمه الشيخ حتى فرغ من السورة ثم كلمه فقال له الخليفة في ذلك فقال ما كنت لأترك الكلام مع سيدك وأكلمك وأنت عبده هذا ليس من الأدب ثم ضرب له مثلا به وبعبيده فقال أ رأيت لو كنت في حديث معك وكلمني بعض عبيدك أ يحسن مني
أن اترك الكلام معك وأقطعه وأكلم عبدك قال لا قال فإنك عبد الله فبكى الخليفة ولقيت جماعة على ذلك من شيوخنا منهم أبو الحجاج الشربلي بإشبيلية وكان كثيرا ما يقرأ القرآن في المصحف إذا خلى بنفسه وإذا دخلت على مريض أو ميت فاقرأ عنده سورة يس فإنه اتفق لي فيها صورة عجيبة وعليك بالصلاة في النعال إذا لم يكن بها قذر والمشي فيها واستوص بطالب العلم خير أو بالنساء واعتدل في السجود إذا سجدت في الصلاة أو في القراءة ولا تبسط ذراعيك في سجودك كما يفعل الكلب ولا تكلف نفسك من العمل إلا ما تطيقه وتعلم أنك تدوم عليه وإذا حضرت عند ميت فلقنه لا إله إلا الله ولا تسيء الظن به إذا لم يقل ذلك أو يقول لا فإني أعلم أن شخصا بالمغرب جرى له مثل هذا وكان مشهورا بالصلاح فلما أفاق قيل له في ذلك فقال ما كنت معكم وإنما جاءني الشياطين في صورة من سلف ودرج من آبائي وإخواني فكانوا يقولون لي إياك والإسلام مت يهوديا أو نصرانيا فكنت أقول لهم لا حين سمعتموني أقول لا إلى أن عصمني الله منهم وإذا كان لك صاحب فعده إن مرض وصل عليه إن مات وشيع جنازته وإذا شيعت جنازة إن كنت راكبا فامش وإن كنت ماشيا فامش بين يديها وإذا حضرت دفن ميت من المسلمين فلا تنصرف عن قبره وقف ساعة قدر ما يسأل فإنه يجد لوقوفك أنسا وإن حملت جنازة فأسرع بها فإن كان خيرا سارعت بها إليه وإن كان شرا حططته عن رقبتك ولا تذكر مساوي الموتى وغط الإناء الذي تشرب منه واطف السراج عند نومك وأغلق بابك إذا أردت النوم فإن الشياطين لا تفتح بابا مغلقا واقرأ آية الكرسي عند نومك وسدد في الأمور وقارب ما استطعت فاعمل الخير ولا تقل إن كان الله كتبني شقيا فأنا شقي وإن كان كتبني سعيدا فأنا سعيد فلا أعمل فاعلم إنك إذا وفقت لعمل الخير فهو بشرى من الله إنك من السعداء فإن الله لا يضيع أَجْرَ من أَحْسَنَ عَمَلًا وإن الله يقول فَأَمَّا من أَعْطى واتَّقى وصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وأَمَّا من بَخِلَ واسْتَغْنى وكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم اعملوا واتكلوا وكل ميسر لما يسر له
فمن خلق للنعيم فسييسره لليسرى ومن خلق للجحيم فسييسره للعسرى وأنزل كل أحد منزلته تكن عادلا واترك حقك لأخيك ما استطعت وأقل عثرات أهل المروءات والهيئات إلا في إقامة الحدود المشروعة إن كنت حاكما ذا سلطان وإن كنت ذا ثروة وحظ من الدنيا فارتبط فرسا أو جملا في سبيل الله وأمسح بنواصيها وإعجازها وقلدها ولا تقلدها وترا ولا جرسا وجاهد بمالك ونفسك من أشرك بالله واشفع إلا في حد إذا بلغ إلى الحاكم والبس البياض من الثياب فإنه خير لباس المؤمن وأطهره وأطيبه وكفن الميت فيه وإذا جاءك سائل في العلم أو غيره فلا تنهره ولا تخيب من جاء يسترفدك مما فضلك الله عليه من الرزق وأكثر من زيارة القبور ولا تكثر الجلوس عندها ولا تقل هجرا بل اجلس ما دمت تعتبر وتذكرك الآخرة ولا تؤذ أصحاب القبور بالحديث عندها في أمور الدنيا وبلغ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولو خبرا واحدا أو آية فإنك تحشر بذلك في زمرة العلماء المبلغين ومر الصبي بالصلاة لسبع سنين واضربه عليها لعشر سنين وفرق بين الصبيان في المضاجع وإياك أن تفضي إلى أخيك في الثوب الواحد وتابع بين الحج والعمرة وإن جاورت بمكة فأكثر من الاعتمار والطواف ولا سيما في رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة هذا هو الثابت وأكثر من أكل الزيت والادهان به وإذا اشتريت طعاما فأكلته واجتنب السبع الموبقات وهي الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ
![]() |
![]() |




