وصايا الشيخ الأكبر
وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة
وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية
(وصية)
![]() |
![]() |
(وصية)
(وصية)
عليك بكثرة السجود والجماعة وإن قدرت إن تسكن للشام
فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ثبت عنه أنه قال عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه وإليها يجتبي خيرته من عباده
وإياك والحديث بالظن فإن الظن أكذب الحديث إياك والحسد ولا تجلس على الطرقات ولا تدخل على النساء المغنيات وإذا بعث فلا تكثر من اليمين على سلعتك وإياك أن تتقلد أمرا من أمور المسلمين فإن ألجأت إلى ذلك ولا بد فلا تحكم بين اثنين وأنت غضبان ولا أنت حاقن ولا جائع ولا أنت مستوفز لأمر لا بد لك منه وأعدل بين رجليك إذا انتعلت أو وضعت إحدى رجليك على الأخرى واعلم أن جوارحك من رعيتك فاعدل فيها فإن الله أمرك بالعدل فيمن استرعاك وإن كنت مملوكا فلا تقل لمالكك ربي وقل سيدي وإن كان لك مملوك أو مملوكة فلا تقل عبدي ولا أمتي وقل غلامي وجاريتي ولا تقل لأحد مولاي فإن المولى هو الله
وقد نهيت أن تقول خبثت نفسي وقل لقست نفسي وإذا طلب منك جارك أن يغرز خشبة في جدارك فلا تمنعه ولا تنظر في عورة أحد ولا في بيته إلا بإذنه ولا تصحب إلا من تجد في صحبته الزيادة في دينك وإيمانك وقدم في معروفك كل تقي ولا تعط الفاجر ما يستعين به على فجوره وإن كانت لك زوجة وضربتها لأمر طرأ منها فلا تجامعها من يومها وإياك أن تسأل شيئا سوى الله إلا الله في جنته ورؤيته وأما في شيء من عرض الدنيا فلا وإن ركبت البحر فلا تركبه إلا حاجا أو معتمرا ولا تخطب امرأة على خطبة أخيك ولا تسم على سومه حتى يذر وإن كنت ضيفا عند قوم فلا تصم إلا بإذنهم وإن كنت في خدمة شيخ فلا تصم ولا تتحرك في شيء إلا بإذنه والمرأة لا تصوم إلا بإذن زوجها صوم النافلة أو قضاء شهر رمضان ولا يأذن في بيت زوجها إلا بإذنه إذا كان حاضرا ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتنكح بعلها ولا تسافر امرأة فوق ثلاث إلا مع ذي محرم وإذا دعوت في المغفرة فاعزم المسألة ولا تقل اغفر لي إن شئت واطلب رحمة الله وغفرانه ولا تستكثر شيئا تسأله من الله فإن الله كبير عنده فوق ما تأمل وإياك أن تتصرف في مال أخيك إلا بإذنه وإذا أصبحت في كل يوم فقل اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك اللهم من آذاني أو شتمني أو أغضبني أو فعل معي أمرا يفضي إلى الحكم فيه أشهدك يا رب إني قد أسقطت طلبي عنه في ذلك دنيا وآخرة وإذا شربت ماء فاشرب قاعدا ولا تقل يا خيبة الدهر
فإن الله هو الدهر هذا ثابت عن رسول الله ص
وإياك أن تبرز فخذك حتى يرى منك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت وإياك أن تقعد على قبر ولا تصل وأنت تستقبله أو تستقبل إنسانا في صلاتك ووجهه إليك ولا تتخذ القبر مسجدا ولا تتمن الموت لضر نزل بك بل قل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون انتهى السفر السادس والثلاثون من الفتوح المكي
![]() |
![]() |




