الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية)

(وصية)

احذر أن يراك الله حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك واجهد أن يكون لك خبية عمل لا يعلم بها إلا الله فإن ذلك أعظم وسيلة لخلوص ذلك العمل من الشوب وقليل من يكون له هذا وعليك بصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وثابر على عمل الخير في عشر ذي الحجة وفي عشر المحرم وإذا قدرت على صوم يوم في سبيل الله بحيث لا يؤثر فيك ضعفا في بلائك في العدو فافعل وإذا علمت إن النفس تحب أن تمشي في خدمتها فاجهد إن تجعل الملائكة تمشي في خدمتك وتضع أجنحتها لك في طريقك وذلك بأن تكون من طلاب العلم وإن كان بالعمل فهو أولى وأحق وأعظم عند الله وهو قوله إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وكذلك إذا خرجت تعود مريضا ممسيا أو مصبحا أو معا فأنت إذا خرجت من عنده خرج معك سبعون ألف ملك يستغفرون لك إن كان صباحا حتى تمسي وإن كان مساء حتى تصبح واجهد أن تقرأ في كل صباح ومساء أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم هُوَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ الله الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ تقرأ ذلك ثلاث مرات على صورة

ما قلناه تتعوذ في كل مرة بالتعوذ الذي ذكرناه وكذلك بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الصبح قبل إن نتكلم وعند ما تسلم من الصلاة تقول اللهم أجرني من النار سبع مرار وكذلك إذا صليت المغرب بعد أن تسلم وقبل إن تتكلم تصلي ست ركعات ركعتان منها تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ست مرات والمعوذتين في كل ركعة من الركعتين فإذا سلمت فقل عقيب السلام اللهم سددني بالإيمان واحفظه علي في حياتي وعند وفاتي وبعد مماتي وكذلك تقول في أثر كل صلاة فريضة إذا سلمت منها وقبل الكلام اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السموات وأهل الأرض وكل شي‏ء هو في علمك كائن أو قد كان اللهم إني أقدم إليك بين يدي ذلك كله الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ من ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ ولا يُحِيطُونَ بِشَيْ‏ءٍ من عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وإياك والإصرار وهو الإقامة على الذنب بل تب إلى الله في كل حال وعلى أثر كل ذنب ولقد أخبرني بعض الصالحين بمدينة قرطبة من أهلها قال سمعت أن بمرسية رجلا عالما أعرفه ورأيته وحضرت مجلسه سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمرسية وكان هذا العالم مسرفا على نفسه وما منعني أن أسميه إلا خوفي أن يعرف إذا سميته فقال لي ذلك الفقير الصالح قصدت زيارة هذا العالم فامتنع من الخروج إلى الراحة كان عليها مع إخوانه فأبيت إلا رؤيته فقال أخبروه بالذي أنا عليه فقلت لا بد لي منه فأمر فدخلت عليه وقد فرغ ما كان بأيديهم من الخمر فقال له بعض الحاضرين أكتب إلى فلان يبعث إلينا شيئا من الخمر فقال لا أفعل أ تريدون أن أكون مصرا على معصية الله والله ما أشرب كأسا إذا تناولته إلا وأتوب عقيبه إلى الله تعالى ولا انتظر الكأس الآخر ولا أحدث به نفسي فإذا وصل الدور إلي وجاء الساقي بالكأس ليناولني إياه انظر في نفسي فإن رأيت أن أتناوله منه تناولته وشربته وتبت عقيبه فعسى الله أن يمن علي بوقت لا يخطر لي فيه إن أعصي الله قال الفقير فتعجبت منه مع إسرافه على نفسه كيف لم يغفل عن مثل هذا ومات رحمه الله‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!