اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن النفس معظم ومشرف بربها]
تحقيق هذا الذكر إن النفس لا تزكو إلا بربها فبه تشرف وتعظم في ذاتها لأن الزكاة ربو فمن كان الحق سمعه وبصره وجميع قواه والصورة في الشاهد صورة خلق فقد زكت نفس من هذا نعته ورَبَتْ وأَنْبَتَتْ من كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ كالاسماء الإلهية لله والخلق كله بهذا النعت في نفس الأمر ولو لا أنه هكذا في نفس الأمر ما صح لصورة الخلق ظهور ولا وجود ولذلك خابَ من دَسَّاها لأنه جهل ذلك فتخيل أنه دسها في هذا النعت وما علم إن هذا النعت لنفسه نعت ذاتي لا ينفك عنه يستحيل زواله لذلك وصفه بالخيبة حيث لم يعلم هذا ولذلك قال قَدْ أَفْلَحَ ففرض له البقاء والبقاء ليس إلا لله أو لما كان عند الله وما ثم إلا الله أو ما هو عنده فخزائنه غير نافدة فليس إلا صور تعقب صورا والعلم بها يسترسل عليها استرسالا بقوله حَتَّى نَعْلَمَ مع علمه بها قبل تفصيلها فلو علمها مفصلة في حال إجمالها ما علمها فإنها مجملة والعلم لا يكون علما حتى يكون تعلقه بما هو المعلوم عليه فإن المعلوم هو الذي يعطيه بذاته العلم والمعلوم هنا غير مفصل فلا يعلمه إلا غير مفصل إلا أنه يعلم التفصيل في الإجمال ومثل هذا إلا يدل على أن المجمل مفصل إنما يدل على أنه يقبل