اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الطبيعة ولود لا عقم فيها]
واعلم أن الطبيعة ولود لا عقم فيها ودود متحببة لزوجها طلبا للولادة فإنها تحب الأبناء ولها الحنو العظيم على أولادها وبذلك الحنو تستجلبهم إليها فإن لها التربية فيهم فلا يعرفون سواها ولهذا لا نرى أكثر الأبناء إلا عبيدا للطبيعة لا يبرحون من المحسوسات والملذوذات الطبيعية إلا القليل فإنهم ناظرون إلى أبيهم وهم المترحنون وليس علامتهم وعدم التنوع في الصور فإن التنوع في الصور كما هو لهم هو للطبيعية أيضا وإنما علامة المتروحنين على أنهم أبناء أبيهم تنزههم عن الشهوات الطبيعية وأخذهم منها ما يقيمون به نشأتهم كما
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
فهمتهم اللحوق بأبيهم الذي هو الروح الإلهي اليائي لا الامري وإنما قلنا اليائي لقوله ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي بياء الإضافة إليه لأنه فرق بين روح الأمر وبين روح ياء الإضافة فجعل روح الأمر لما يكون به التأييد وجعل روح الياء لوجود عين الروح الذي هو كلمة الحق المنفوخ في الطبيعة فحن حنين الولد إلى أبيه ليتأيد به على ما يطلبه من شهود الحق الخارج عن الروح والطبيعة من حيث ما هو غني عنهما لا من حيث ما هو متجل للأبناء منهما أو