اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله خلق النوع الإنساني كاملا]
فإن الله ما خلق أولا من هذا النوع إلا الكامل وهو آدم عليه السلام ثم أبان الحق عن مرتبة الكمال لهذا النوع فمن حازها منه فهو الإنسان الذي أريده ومن نزل عن تلك الرتبة فعنده من الإنسانية بحسب ما تبقي له وليس في الموجودات من وسع الحق سواه وما وسعه إلا بقبول الصورة فهو مجلى الحق والحق مجلى حقائق العالم بروحه الذي هو الإنسان وأعطى المؤخر لأنه آخر نوع ظهر فأوليته حق وآخريته خلق فهو الأول من حيث الصورة الإلهية والآخر من حيث الصورة الكونية والظاهر بالصورتين والباطن عن الصورة الكونية بما عنده من الصورة الإلهية وقد ظهر حكم هذا في عدم علم الملائكة بمنزلته مع كون الله قد قال لهم إنه خليفة فكيف بهم لو لم يقل لهم ذلك فلم يكن ذلك إلا لبطونه عن الملائكة وهم من العالم الأعلى العالم بما في الآخرة وبعض الأولى فإنهم لو علموا ما يكون في الأولى ما جهلوا رتبة آدم عليه السلام مع التعريف وما عرفه من العالم إلا اللوح والقلم وهم العالون ولا يتمكن لهم إنكاره والقلم قد سطره واللوح قد حواه فإن القلم لما سطره سطر رتبته وما يكون منه واللوح قد علم علم ذوق ما خطه القلم فيه قال الله تعالى لإبليس أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُ