اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام المحبة
الجهلاء وأصحاب الأغراض لأن الفائدة المطلوبة من النصيحة حصول المنفعة وثبوت الود فإذا وقع النصح في الملإ لم يحصل القبول وأثمر عداوة وذمه الله فإنه يخجل بتلك النصيحة في الملإ ويجعل الشخص الذي خاطبه بالنصح في الملإ يكذب في اعتذاره عن ذلك ويجد عليه فيه ويكون ذلك سببا إلى فساد كبير فلو نصحه في خلوة بطريقة حسنة بأن يظهر له عيب نفسه في نفس الأمر ولا يشعره إنه يقصده بذلك ليعلمه إن كان جاهلا بقبح ذلك الأمر الذي نصحه فيه شكره في نفسه وأحبه ودعي له وأثمر له الخير وكان في ميزانه فما كل حق مأمور به ولا مستحسن شرعا ولا عرفا وكذلك من يجبه الناس بما يكرهون وإن كان حقا فإنه يدل على لؤم الطباع والجهل وقلة الحياء من الله فإنه بعيد أن يسلم في نفسه من عيب يكون فيه لا يرضى الله فلو اشتغل بالنظر في عيبه لشغله ذلك عن عيب غيره ومن التزم تتبع حركات صاحبه بحيث أن يقيد عليه أنفاسه فهو من أشد الأمراض فإنه شغل بما لا يعنيه وغفلة عن نفسه والنفس تخزنه عندها في زمان صداقته ليوم ما وهو لا يشعر ويحجبه عن هذا الشعور محبته فيه في الوقت فإذا وجد في نفسه أدنى كراهة في صاحبه أو أعراض لملل أو هفوة صدرت منه في حقه أخرج ما ك