«ما أَغنى عنه ماله وما كسب» أي وكسبه، أي ولده ما أغنى بمعنى يغني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2)
[ من اعتمد على غير اللّه في أموره خسر : ]
فإنه كان معتمدا على ماله ، فمن اعتمد على غير اللّه في أموره خسر :
التب من صفة اليدين لأنها *** جادت على الكفار بالإنفاق
وكلاهما عين الهلاك ونفسه ***فالهلك في الأملاك والإرفاق
------------
(2) الفتوحات ج 2 /
611 - الديوان / 178 - كتاب الأعلاق
وقوله : ( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) قال ابن عباس وغيره : ( وما كسب ) يعني : ولده . وروي عن عائشة ، ومجاهد ، وعطاء ، والحسن ، وابن سيرين ، مثله .
وذكر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قومه إلى الإيمان ، قال أبو لهب : إذا كان ما يقول ابن أخي حقا ، فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي ، فأنزل الله : ( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) .
أي ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من المال، ولا ما كسب من جاه. وقال مجاهد : من الولد؛ وولد الرجل من كسبه. وقرأ الأعمش {وما اكتسب} ورواه عن ابن مسعود. وقال أبو الطفيل : جاء بنو أبي لهب يختصمون عند ابن عباس، فاقتتلوا، فقام ليحجز بينهم، فدفعه بعضهم، فوقع على الفراش، فغضب ابن عباس وقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث؛ يعني ولده. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه). خرجه أبو داود. وقال ابن عباس : لما أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بالنار، قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفدي نفسي بمالي وولدي؛ فنزل {ما أغنى عنه ماله وما كسب}. و{ما} في قوله {ما أغنى} : يجوز أن تكون نفيا، ويجوز أن تكون استفهاما؛ أي أي شيء أغنى عنه؟ و{ما} الثانية : يجوز أن تكون بمعنى الذي، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا؛ أي ما أغنى عنه ماله وكسبه.
ما أغنى عنه ماله وولده، فلن يَرُدَّا عنه شيئًا من عذاب الله إذا نزل به.
{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به،
( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) قال ابن مسعود : لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرباءه إلى الله - عز وجل - قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي نفسي ومالي وولدي ، فأنزل الله تعالى :
( ما أغنى عنه ماله ) أي ما يغني ، وقيل : أي شيء يغني عنه ماله ، أي : ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ، وكان صاحب مواش ( وما كسب ) قيل : يعني ولده ، لأن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث : " أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه ، وإن ولده من كسبه "
(ما) نافية (أَغْنى) ماض (عَنْهُ) متعلقان بالفعل (مالُهُ) فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها (وَما) اسم موصول معطوف على ماله (كَسَبَ) ماض فاعله مستتر والجملة صلة.
Traslation and Transliteration:
Ma aghna AAanhu maluhu wama kasaba
His wealth and gains will not exempt him.
Malı da bir fayda vermedi ona, kazandığı da.
Sa fortune ne lui sert à rien, ni ce qu'il a acquis.
Nicht nützte ihm sein Vermögen und nicht das, was er erwarb.
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة المسد (Al-Masad - The Palm Fiber, Flame) |
ترتيبها |
111 |
عدد آياتها |
5 |
عدد كلماتها |
29 |
عدد حروفها |
81 |
معنى اسمها |
(الْمَسَدُ): حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ أَوْ خُوصٍ |
سبب تسميتها |
نِسْبَةٌ إِلَى نَوعِ الْعَذَابِ (بِالْمَسَدِ) الَّذِي يُلَازِمُ زَوجَةَ أَبِي لَهَبٍ فِي النَّارِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمَسَدِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَّتْ)، وَسُورَةَ (الْلَّهَبِ) |
مقاصدها |
تَقْرِيرُ عَاقِبَةِ رُؤَسَاءِ الْفِتَنِ وَالْمُكَذِّبِينَ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ ﷺ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جَبَلِ الصَّفَا يَدْعُو عَشِيرَتَهُ وَيُنْذِرُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ لَهُ عَمُّهُ أُبُو لَهَبٍ: «تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَومِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا!؟» فَنَزَلَتْ: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١﴾. (رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم) |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّلِ |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (المَسَدِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (النَّصرِ):اسْتَثْنَتْ سُورَةُ (الْمَسَدِ) مِثَالَيْنِ هَالِكَينِ مِنْ بِشَارَةِ (النَّصْرِ) قَبْلَهَ |