الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة المسد: [تفسير السعدي]

كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (توفي سنة 1376 هجرية)، وهو من التفاسير الحديثة بعبارات سهلة وواضحة تتجنب الحشو والتطويل وتترك الخلاف والإسرائيليات، وتركز على المعنى المقصود من الآية.
سورة المسد

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } أي: خسرت يداه، وشقى { وَتَبَّ } فلم يربح،

{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به،

{ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } أي: ستحيط به النار من كل جانب،

هو { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } .

وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم،

وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلًا { مِنْ مَسَدٍ } أي: من ليف.

أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.

اسم السورة سورة المسد (Al-Masad - The Palm Fiber, Flame)
ترتيبها 111
عدد آياتها 5
عدد كلماتها 29
عدد حروفها 81
معنى اسمها (الْمَسَدُ): حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ أَوْ خُوصٍ
سبب تسميتها نِسْبَةٌ إِلَى نَوعِ الْعَذَابِ (بِالْمَسَدِ) الَّذِي يُلَازِمُ زَوجَةَ أَبِي لَهَبٍ فِي النَّارِ
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمَسَدِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَّتْ)، وَسُورَةَ (الْلَّهَبِ)
مقاصدها تَقْرِيرُ عَاقِبَةِ رُؤَسَاءِ الْفِتَنِ وَالْمُكَذِّبِينَ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ ﷺ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جَبَلِ الصَّفَا يَدْعُو عَشِيرَتَهُ وَيُنْذِرُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ لَهُ عَمُّهُ أُبُو لَهَبٍ: «تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَومِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا!؟» فَنَزَلَتْ: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١﴾. (رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم)
فضلها لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّلِ
مناسبتها مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (المَسَدِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (النَّصرِ):اسْتَثْنَتْ سُورَةُ (الْمَسَدِ) مِثَالَيْنِ هَالِكَينِ مِنْ بِشَارَةِ (النَّصْرِ) قَبْلَهَ
اختر الًجزء:
اختر السورة:
اختر الًصفحة:


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!