الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة البروج: [الآية 3]

سورة البروج
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿3﴾

تفسير الجلالين:

«وشاهد» يوم الجمعة «ومشهود» يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه، والثالث تشهده الناس والملائكة، وجواب القسم محذوف صدره، تقديره لقد.

تفسير الشيخ محي الدين:

فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)


[ اللوح المحفوظ:]

من التبديل والتغيير ، فإما يدل على توحيد ، وإما صفة توحيد ، وإما صفة فعل ، وإمّا ما يعطي الاشتراك ، وإما تشبيه ، وإما حكم ، وإما قصص ، وإما موعظة بترغيب أو ترهيب ، أو دلالة على مدلول عليه ، فهو محصور بين محكم ومتشابه ، وسمى اللوح بالمحفوظ لما حفظ اللّه عليه ما كتب فيه ، فلم ينله محو بعد ذلك ولا تبديل ، فكل شيء فيه ، وهو أي اللوح المحفوظ المسمى في القرآن بكل شيء ، تسمية إلهية ، ومنه كتب اللّه كتبه وصحفه المنزلة على رسله وأنبيائه ،

مثل قوله تعالى (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) أي من اللوح المحفوظ ، فهو موضع تنزيل الكتب ، وهو أول كتاب سطر فيه الكون ، أمر اللّه تعالى القلم أن يجري على هذا اللوح بما قدره وقضاه ، مما كان من إيجاده ، ما فوق اللوح إلى أول موجود ، وإيجاد الأرواح المهيمة في جلال اللّه تعالى وجماله ،

ومما يكون إلى أن يقال (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) ويذبح الموت ، ويقوم منادي الحق على قدم الصدق ،

فيقول [ يا أهل الجنة خلود فلا خروج من النعيم الدائم الجديد ، ويا أهل النار خلود فلا خروج من العذاب المقيم الجديد ] إلى هنا حد الرقم بما بينهما ، وما بعد هذا فله حكم آخر ،

فهذا اللوح محل الإلقاء العقلي ، هو للعقل بمنزلة حواء لآدم ، وليس فوق القلم موجود محدث يأخذ منه يعبر عنه بالدواة وهي النون ،

وإنما نونه التي هي الدواة عبارة عما يحمله في ذاته من العلوم بطريق الإجمال من غير تفصيل ، فلا يظهر لها تفصيل إلا في اللوح الذي هو اللوح المحفوظ ، فالقلم محل التجميل واللوح محل التفصيل ، وهذا الملك الكريم الذي هو اللوح المحفوظ هو أيضا قلم لما دونه ، وهكذا كل فاعل ومنفعل لوح وقلم ، وجعل اللّه أمر التركيب وعالم الأجسام والإنشاءات كلها بيد هذا الملك الكريم ، كما جعل القلم الأعلى واهب الأرواح فيها ، ويسمى اللوح المحفوظ النفس الناطقة الكلية الثابتة عند أهل الإشارات ، لأن النفس الناطقة وجدت من نفس الرحمن ، فنفّس اللّه بها عن العقل إذ جعلها محلا لقبول ما يلقي إليها ،

ولوحا لما يسطره فيها ، وهو محفوظ عن المحو والتبديل والتحريف ، لأن كتابته نقش فلا تقبل المحو ، ومما كتب فيه وأثبت علم التبديل ، أي علم ما يبدل ويحرّف في عالم التغيير والإحالة ، والذي كتبه القلم الأعلى لا يتبدل ،

فلا يمحى ما كتب في هذا اللوح ، فالقلم الأعلى يثبت في اللوح المحفوظ كل شيء يجري من أقلام المحو والإثبات ، ففي اللوح المحفوظ إثبات المحو في الألواح ، وإثبات الإثبات ، ومحو الإثبات عند وقوع الحكم وإنشاء أمر آخر ، فهو لوح


مقدس عن المحو ، فهو الذي يمده القلم الأعلى باختلاف الأمور ، وعواقبها مفصلة مسطرة بتقدير العزيز العليم .

(86) سورة الطارق مكيّة

[سورة الطارق (86) : الآيات 1 إلى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5)

المخاطب هنا هم البنون .

------------

(22) الفتوحات ج 3 / 526 ، 260 - كتاب عقلة المستوفز - الفتوحات ج 2 / 283 ، 422 - ج 3 / 61

تفسير ابن كثير:

وقوله ( واليوم الموعود وشاهد ومشهود ) اختلف المفسرون في ذلك وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي حدثنا عبيد الله يعني ابن موسى حدثنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ) واليوم الموعود ) يوم القيامة ( وشاهد ) يوم الجمعة وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه ، " ومشهود يوم عرفة .

وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف الحديث وقد روي موقوفا على أبي هريرة وهو أشبه

وقال الإمام أحمد حدثنا محمد حدثنا شعبة سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة أما علي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما يونس فلم يعد أبا هريرة أنه قال في هذه الآية ( وشاهد ومشهود ) قال يعني الشاهد يوم الجمعة ويوم مشهود يوم القيامة .

وقال أحمد أيضا : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يونس سمعت عمارا مولى بني هاشم يحدث عن أبي هريرة وأنه قال في هذه الآية ( وشاهد ومشهود ) قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة .

وقد روي عن أبي هريرة أنه قال اليوم الموعود يوم القيامة وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيد ولم أرهم يختلفون في ذلك ولله الحمد

ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي ، حدثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة وإن الشاهد يوم الجمعة وإن المشهود يوم عرفة ويوم الجمعة ذخره الله لنا "

ثم قال ابن جرير حدثنا سهل بن موسى الرازي حدثنا ابن أبي فديك عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سيد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة "

وهذا مرسل من مراسيل سعيد بن المسيب ثم قال ابن جرير

حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن شعبة عن علي بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال الشاهد هو محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة ثم قرأ ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) هود : 103

وحدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن مغيرة عن شباك قال سأل رجل الحسن بن علي عن ( وشاهد ومشهود ) قال سألت أحدا قبلي قال نعم ، سألت ابن عمر وابن الزبير فقالا يوم الذبح ويوم الجمعة فقال لا ولكن الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) النساء : 41 والمشهود يوم القيامة ثم قرأ ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) .

وهكذا قال الحسن البصري وقال سفيان الثوري عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب : ( ومشهود ) يوم القيامة .

وقال مجاهد وعكرمة والضحاك الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة

وعن عكرمة أيضا الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم الجمعة

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الشاهد الله والمشهود يوم القيامة

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس ( وشاهد ومشهود ) قال الشاهد الإنسان . والمشهود يوم الجمعة هكذا رواه ابن أبي حاتم

وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس ( وشاهد ومشهود ) الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة

وبه عن سفيان - هو الثوري عن مغيرة عن إبراهيم قال يوم الذبح ويوم عرفة يعني الشاهد والمشهود

قال ابن جرير وقال آخرون المشهود يوم الجمعة ورووا في ذلك ما حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثني عمي عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة "

وعن سعيد بن جبير الشاهد : الله وتلا ( وكفى بالله شهيدا ) النساء 79 ] والمشهود نحن حكاه البغوي وقال الأكثرون على أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة


تفسير الطبري :

قوله تعالى {واليوم الموعود} أي الموعود به. وهو قسم آخر، وهو يوم القيامة؛ من غير اختلاف بين أهل التأويل. قال ابن عباس : وعد أهل السماء وأهل الأرض أن يجتمعوا فيه. {وشاهد ومشهود} اختلف فيهما؛ فقال علي وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم : الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. وهو قول الحسن. ورواه أبو هريرة مرفوعا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة...)""خرجه أبو عيسى الترمذي في جامعه، وقال : هذا حديت حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره"" وقد روى شعبة وسفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عنه. قال القشيري فيوم الجمعة يشهد على كل عامل بما عمل فيه. قلت : وكذلك سائر الأيام والليالي؛ فكل يوم شاهد، وكذا كل ليلة؛ ودليله ما رواه أبو نعيم الحافظ عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليس من يوم يأتي على العبد إلا ينادي فيه : يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وأنا فيما تعمل عليك شهيد، فاعمل في خيرا أشهد لك به غد، فإني لو قد مضيت لم ترني أبدا، ويقول الليل مثل ذلك). حديث غريب من حديث معاوية، تفرد به عنه زيد العمري، ولا أعلمه مرفوعا. عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد. وحكى القشيري عن ابن عمر وابن الزبير أن الشاهد يوم الأضحى. وقال سعيد بن المسيب : الشاهد : التروية، والمشهود : يوم عرفة. وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه : الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم النحر. وقاله النخعي. وعن علي أيضا : المشهود يوم عرفة. وقال ابن عباس والحسين بن علي رضي الله عنهما : المشهود يوم القيامة؛ لقوله تعالى {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}[هود : 103]. قلت : وعلى هذا اختلفت أقوال العلماء في الشاهد، فقيل : الله تعالى؛ عن ابن عباس والحسن وسعيد - بن جبير؛ بيانه {وكفى بالله شهيدا}[النساء : 79]، {قل أي شيء أكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم}[الأنعام : 19]. وقيل : محمد صلى الله عليه وسلم؛ عن ابن عباس أيضا والحسين ابن علي؛ وقرأ ابن عباس {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}[النساء : 41]، وقرأ الحسين {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}[الأحزاب : 45]. قلت : وأقرأ أنا {ويكون الرسول عليكم شهيدا}. وقيل : الأنبياء يشهدون على أممهم؛ لقوله تعالى {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد}[النساء : 41]. وقيل : آدم. وقيل : عيسى بن مريم؛ لقوله {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم}[المائدة : 117]. والمشهود : أمته. وعن ابن عباس أيضا ومحمد بن كعب : الشاهد الإنسان؛ دليله {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}[الإسراء : 14]. مقاتل : أعضاؤه؛ بيانه {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}[النور : 24]. الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم؛ بيانه {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}[البقرة : 143]. وقيل : الشاهد : الحفظة، والمشهود : بنو آدم. وقيل : الليالي والأيام. وقد بيناه. قلت : وقد يشهد المال على صاحبه، والأرض بما عمل عليها؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة). وفي الترمذي عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {يومئذ تحدث أخبارها}[الزلزلة : 4] قال : (أتدرون ما أخبارها)؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول عمل يوم كذا كذا كذا وكذا. قال : فهذه أخبارها). قال حديث حسن غريب صحيح. وقيل : الشاهد الخلق، شهدوا لله عز وجل بالوحدانية. والمشهود له بالتوحيد هو الله تعالى. وقيل : المشهود يوم الجمعة؛ كما روى أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة...) وذكر الحديث. ""خرجه ابن ماجه وغيره"". قلت : فعلى هذا يوم عرفة مشهود، لأن الملائكة تشهده، وتنزل فيه بالرحمة. وكذا يوم النحر إن شاء الله. وقال أبو بكر العطار : الشاهد الحجر الأسود؛ يشهد لمن لمسه بصدق وإخلاص ويقين. والمشهود الحاج. وقيل : الشاهد الأنبياء، والمشهود محمد صلى الله عليه وسلم؛ بيانه {وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة} إلى قوله تعالى {وأنا معكم من الشاهدين}[آل عمران : 81].

التفسير الميسّر:

أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر، وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه، وشاهد يشهد، ومشهود يشهد عليه. ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله، فإن القسم بغير الله شرك. لُعن الذين شَقُّوا في الأرض شقًا عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين، وأوقدوا النار الشديدة ذات الوَقود، إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضورٌ. وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالَب، الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه، الذي له ملك السماوات والأرض، وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد، لا يخفى عليه شيء.

تفسير السعدي

{ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } وشمل هذا كل من اتصف بهذا الوصف أي: مبصر ومبصر، وحاضر ومحضور، وراء ومرئي.


تفسير البغوي

( وشاهد ومشهود ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اليوم الموعود يوم القيامة ، والمشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة ، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها خيرا إلا استجاب الله له ، أو يستعيذ [ به ] من شر إلا أعاذه منه " ، وهذا قول ابن عباس .

والأكثرون : أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر .

وروي عن ابن عمر : " الشاهد " يوم الجمعة ، " والمشهود " يوم [ النحر ]

قال سعيد بن المسيب : " الشاهد " يوم التروية ، " والمشهود " يوم عرفة .

وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : " الشاهد " محمد - صلى الله عليه وسلم - و " المشهود " : يوم القيامة ، ثم تلا " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " ( النساء - 41 ) ، وقال : ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وقال عبد العزيز بن يحيى : " الشاهد " : محمد - صلى الله عليه وسلم - ، و " المشهود " : الله - عز وجل - ، بيانه : قوله " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " .

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " الشاهد " آدم ، و " المشهود " يوم القيامة .

وقال عكرمة " الشاهد " الإنسان و " المشهود " يوم القيامة . وعنه أيضا : الشاهد الملك يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة . وتلا " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " ( ق - 21 ) و " وذلك يوم مشهود " ( هود - 103 ) وقيل : الشاهد [ الحفظة والمشهود بنو آدم . وقال عطاء بن يسار : الشاهد ] آدم وذريته ، والمشهود يوم القيامة .

وروى الوالبي عن ابن عباس : الشاهد هو الله - عز وجل - والمشهود يوم القيامة .

وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم . بيانه : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " ( البقرة - 143 ) .

وقال سالم بن عبد الله : سألت سعيد بن جبير عن قوله : " وشاهد ومشهود " فقال : الشاهد هو الله والمشهود : نحن ، بيانه : " وكفى بالله شهيدا " ( النساء - 79 ) وقيل : الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود ابن آدم ، بيانه : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم " الآية ( النور - 24 ) وقيل : الشاهد الأنبياء والمشهود محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بيانه : قوله : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ( آل عمران - 81 ) .


الإعراب:

معطوفان على ما قبلهما.

---

Traslation and Transliteration:

Washahidin wamashhoodin

بيانات السورة

اسم السورة سورة البروج (Al-Buruj - The Mansions of the Stars)
ترتيبها 85
عدد آياتها 22
عدد كلماتها 109
عدد حروفها 459
معنى اسمها الْبُرُوجُ: جَمْعُ بُرْجٍ، وَهِيَ الْقُصُورُ أَوْ النُّجُومُ وَالْكَوَاكِبُ. وَالمُرَادُ (بِالْبُرُوجِ): مَنَازِلُ النُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ
سبب تسميتها افْتِتَاحُ السُّورَةِ بِمُفْرَدَةِ (الْبُرُوجِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْبُرُوج)ِ، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ﴾
مقاصدها تَثْبِيتُ الْمُؤْمِنِينَ وَالدُّعَاةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعْضِ آيَاتِها
فضلها خَصَّهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقْرَأُ فِى الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بـ ﴿وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ﴾، ﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ﴾، وَنَحْوِهِمَا مِنَ السُّوَرِ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (البُرُوجِ) بِآخِرِهَا: الْحَدِيثُ عَنْ عَالَمِ الْمَلَكُوتِ، فَافْتُتِحَتْ بِذِكْرِ السَّمَاءِ ذّاتِ الْبُرُوجِ، وَخُتِمَتْ بِالْلَّوحِ الْمَحْفُوظِ وَكِلَاهُمَا مِنْ عَالَمِ الْمَلَكُوتِ. مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (البُرُوجِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الانشِقَاقِ): لَمَّا خُتِمَتِ (الانشِقَاقُ) بِجَزِاءِ الْكَافِرِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ، ذَكَرَتِ (الْبُرُوجُ) مِثَالًا لِظُلْمِ الْكَافِرِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَاقِبَةِ كُلٍّ مِنْهَ
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!