الفتوحات المكية

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

(النافع حضرة النفع)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[95] - (النافع حضرة النفع)

إني انتفعت بمن تأتي منائحه *** فقرا إلي به والنافع الله‏

لو لا وجودي ولو سر حكمته *** ما قلت في كل شي‏ء جاءني ما هو

لله قوم إذا حلوا بساحته *** وفي مساحته بربهم تاهوا

أفناهم عنهم كوني وطالبهم *** أغناهم عن وجودي المال والجاه‏

والله لو لا وجود الحق في خلدي *** ما كنت أرقبه لولاه لولاه‏

[إن النفع قد يكون عين إزالة الضرر خاصة وقد يكون نفعها بأمر زائد على إزالة الضرر]

يدعى صاحبها عبد النافع هذه الحضرة قد يكون نفعها عين إزالة الضرر خاصة وقد يكون نفعها بأمر زائد على إزالة الضرر وتحقيق الأمر في النفع وصول صاحب الغرض إلى نيل غرضه والغرض إرادة فالغرض لا متعلق له أبدا إلا بالمعدوم حكما أو عينا أما قولي حكما من أجل تعلق الغرض بإعدام أمر ما وهو إلحاق ذلك الأمر الوجودي بالعدم فحكم الإعدام فيه في حال وجوده غير محكوم عليه به فإذا حكم عليه به فلا يحكم عليه به حتى يلحق ذلك الأمر الوجودي بالعدم فلهذا قلنا حكما فإن تعلق الغرض بإيجاد أمر ما فإن المراد معدوم بلا شك عينا فإذا وجد زال الغرض بالإيجاد وتعلق بدوام ذلك الموجود إن كان مرادا له فالفرار من كل أمر مهلك نفع عند الخائف لينجو مما يحذر منه ويخاف فإذا وقع النفع وهو عين النجاة والفوز تفرغ المحل منه وقامت به أغراض في إيجاد ما يكون له بوجوده منفعة أي شي‏ء كان فتعطيه إياه هذه الحضرة

حضرة النفع حضرة الجود *** ليلة الصفح بالمنى عودي‏

فنعيم المحب ليس سوى *** ما يراه من كل مشهود

رؤية تنعم النفوس بها *** كان حدا أو غير محدود

والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!