اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[عذاب أهل الجحيم في الجحيم: الخلود في النار]
فكتاب الأبرار في عليين ويدخل فيهم العصاة أهل الكبائر والصغائر وأما كتاب الفجار ففي سجين وفيه أصول السدرة التي هي شجرة الزقوم فهناك تنتهي أعمال الفجار في أسفل سافلين فإن رحمهم الرحمن من عرش الرحمانية بالنظرة التي ذكرناها جعل لهم نعيما في منزلهم فلا يموتون فيه ولا يحبون فهم في نعيم النار دائمون مؤبدون كنعيم النائم بالرؤيا التي يراها في حال نومه من السرور وربما يكون في فراشه مريضا ذا بؤس وفقر ويرى نفسه في المنام ذا سلطان ونعمة وملك فإن نظرت إلى النائم من حيث ما يراه في منامه ويلتذ به قلت إنه في نعيم وصدقت وإن نظرت إليه من حيث ما تراه في فراشه الخشن ومرضه ويأسه وفقره وكلومه قلت إنه في عذاب هكذا يكون أهل النار ف لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيى أي لا يستيقظ أبدا من نومته فتلك الرحمة التي يرحم الله بها أهل النار الذين هم أهلها وأمثالها كالمحرور منهم بتنعم بالزمهرير والمقرور منهم يجعل في الحرور وقد يكون عذابهم توهم وقوع العذاب بهم وذلك كله بعد قوله لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ العذاب وهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ذلك زمان عذابهم وأخذهم بجرائمهم قبل أن تلحقهم الرحمة التي سبقت الغضب الإلهي فإذا اطلع أهل الج