اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الحكمة في الأشياء كلها]
اعلم أن الحكمة في الأشياء كلها والأمور أجمعها إنما هو للمراتب لا للاعيان وأعظم المراتب الألوهية وأنزل المراتب العبودية فما ثم إلا مرتبتان فما ثم إلا رب وعبد لكن للالوهة أحكام كل حكم منها يقتضي رتبة فأما يقوم ذلك الحكم بالإله فيكون هو الذي حكم
على نفسه وهو حكم المرتبة في المعنى ولا يحكم بذلك الحكم إلا صاحب المرتبة لأن المرتبة ليست وجود عين وإنما هي أمر معقول ونسبة معلومة محكوم بها ولها الأحكام وهذا من أعجب الأمور تأثير المعدوم وأما أن يقوم ذلك الحكم بغيره في الموجود إما أمرا وجوديا وإما نسبة فلا تؤثر إلا المراتب وكذلك للعبودة أحكام كل حكم منها رتبة فأما يقوم ذلك الحكم بنفس العبد فما حكم عليه سوى نفسه فكأنه نائب عن المرتبة التي أوجبت له هذا الحكم أو يحكم على مثله أو على غيره وما ثم إلا مثل أو غير في حق العبد وأما في الإله فما ثم إلا غير لا مثل فإنه لا مثل له فأما الأحكام التي تعود عليه من أحكام الرتبة وجوب وجوده لذاته والحكم بغنائه عن العالم وإيجابه على نفسه بنصر المؤمنين بالرحمة ونعوت الجلال كلها التي تقتضي التنزيه ونفي المماثلة وأما الأحكام التي تقتضي بذاتها طلب الغير فمثل ن